وفي مقال نشره في عمود صحيفة "جويش كرونيكل"، وهي أقدم صحيفة يهودية في بريطانيا، اعترف غوف بأن مقاله "استفزازي"، حيث أشار إلى أنه "ربما حان الوقت" للرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير خارجيته أنطوني بلينكن "لتصحيح الأمور" مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، الذي يعد مطلوبًا لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهم جرائم حرب، وذلك قبل مغادرتهما المنصب.
وبطريقة لافتة، افتتح غوف مقاله باقتباس من وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد، الذي يتهم بارتكاب جرائم حرب في العراق وأفغانستان وتعذيب في غوانتانامو، وذلك ليؤكد أن الحكومة الإسرائيلية "أظهرت نوعًا من القوة التي هي الطريق الوحيد للسلام الدائم".
وبعدها انتقل إلى طرح تساؤل استفزازي آخر، حيث قال: "لماذا لا نرشح رجال ونساء الجيش الإسرائيلي لجائزة نوبل للسلام؟"، موضحًا أنه قد يكون هذا الاقتراح "استفزازيًا" بالفعل، لكنه يعتبره خطوة قد تكون ملهمة، في حال اعترف فريق بايدن أخيرًا بأن "الضعف هو ما يكون أكثر استفزازًا من القوة".
غوف، المعروف بمواقفه الداعمة لإسرائيل، والذي يتعرض لانتقادات شديدة بسبب آرائه "الإسلاموفوبية"، فاجأ حتى أنصاره من نفس الاتجاه السياسي بطرحه هذا، حيث اتهمه الكثيرون بالاستفزاز والتواطؤ مع الاحتلال الإسرائيلي وتبرير جرائمه.
وقد أثار مقاله ردود فعل غاضبة، حيث اتهمه منتقدوه بتقديم مبررات لجرائم الاحتلال الإسرائيلي، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 46,000 فلسطيني وإصابة أكثر من 100,000 آخرين في العدوان الوحشي الذي تشنه إسرائيل على قطاع غزة منذ أكثر من 15 شهرًا. وتشكّل النساء والأطفال أكثر من نصف الضحايا. وفي دراسة نشرتها مجلة "لانسيت" الطبية، أفيد بأن حصيلة الشهداء في غزة خلال الأشهر التسعة الأولى من الحرب هي أعلى بنسبة 40% مقارنة بأرقام وزارة الصحة في القطاع.
وبالإضافة إلى ذلك، دمر العدوان الإسرائيلي مساحات واسعة من غزة، مما أدى إلى تشريد حوالي 90% من سكانها البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، حيث اضطر العديد منهم للفرار عدة مرات. ولم تقتصر الجرائم على غزة فقط، بل استمرت أيضًا في الضفة الغربية المحتلة بالتواطؤ مع المستوطنين.
يُذكر أن غوف، الذي شغل آخر منصب حكومي له كوزير للمجتمعات المحلية، يُعرف بدعمه المستمر للكيان الصهيوني، ما دفع حتى البعض في دائرته السياسية للتعبير عن دهشتهم من دعوته لترشيح جيش الاحتلال الإسرائيلي لجائزة نوبل للسلام.