170 ألف عامل يفقدون وظائفهم في متاجر المملكة المتحدة في 2024: أزمة تجارية كبيرة!

عرب لندن

شهد قطاع التجزئة في المملكة المتحدة عامًا صعبًا آخر في 2024، حيث فقد حوالي 170 ألف عامل وظائفهم، بسبب تأثير انهيار سلاسل تجارية كبرى مثل Homebase وThe Body Shop، وفقًا لما نشرته صحيفة "الغارديان".

ووفقًا للبيانات، أدى إفلاس هذه السلاسل إلى اختفاء 169,395 وظيفة في التجزئة خلال العام، بزيادة قدرها 42٪ عن عام 2023. وهذه الأرقام هي الأعلى منذ عام 2020، الذي شهد فقدان أكثر من 200 ألف وظيفة نتيجة جائحة كوفيد-19، التي أجبرت العديد من تجار التجزئة على إغلاق متاجرهم بسبب عمليات الإغلاق.

وأشار مركز أبحاث التجزئة إلى أن 38 من كبار تجار التجزئة دخلوا في الإدارة خلال 2024، بما في ذلك أسماء معروفة مثل لويدز فارماسي وكاربيترايت وتيد بيكر. وشكلت عمليات الإدارة حوالي ثلث خسائر وظائف التجزئة في العام، حيث فقد 55,914 شخصًا وظائفهم نتيجة لذلك، بينما تم فقدان باقي الوظائف بسبب برامج خفض التكاليف أو إغلاق المتاجر غير المربحة.

ويُعتبر قطاع التجزئة جزءًا هامًا من سوق العمل في المملكة المتحدة، حيث يشغل حوالي 2.87 مليون شخص، ما يعادل 8.5٪ من إجمالي الوظائف في البلاد، وفقًا لاتحاد التجزئة البريطاني. ورغم أن أعداد الوظائف الشاغرة في القطاع أقل بنحو 30٪ مما كانت عليه قبل الوباء، إلا أن إجمالي التوظيف ظل ثابتًا نسبيًا، مع متوسط تاريخي بلغ 2.77 مليون وظيفة بين 1978 و2023، رغم النمو الكبير في عدد السكان.

وقال البروفيسور جوشوا بامفيلد، مدير مركز أبحاث التجزئة، إن "أرقام فقدان الوظائف المنخفضة نسبيًا لعام 2023 تبدو الآن وكأنها استراحة مؤقتة لتجار التجزئة بعد عمليات الإغلاق". وأوضح أن مشاكل مثل تغير عادات التسوق، التضخم، وارتفاع تكاليف الطاقة والإيجارات أجبرت العديد من تجار التجزئة على خفض الإنفاق بشكل أكبر في 2024.

وأضاف الخبراء أن المتاجر الصغيرة في الشوارع الرئيسية قد تواجه تحديات أكبر في 2025 بسبب الزيادات الضريبية المقررة في ميزانية الخريف، بالإضافة إلى التغييرات في الأجور. ومن المتوقع أن يشهد القطاع زيادة في مساهمات التأمين الوطني لأصحاب العمل، وانخفاض الخصومات على معدلات الأعمال، مما سيشكل عبئًا إضافيًا بقيمة 2.3 مليار جنيه إسترليني على القطاع.

وحذر بامفيلد من أن عام 2025 قد يشهد خسائر إضافية في الوظائف قد تصل إلى 202,000 وظيفة، مشيرًا إلى أن ارتفاع تكاليف تشغيل المتاجر وزيادة التكاليف على الأسر قد يؤديان إلى تجاوز خسائر الوظائف في القطاع الذروة التي حدثت خلال الوباء.