عرب لندن
يواجه قطاع الثقافة في بريطانيا خطرًا متزايدًا مع إغلاق أكثر من 500 متحف منذ بداية الألفينات، وتزايد المخاوف بشأن إغلاق مئات المسارح.
جاء هذا التحذير في وقت تتصاعد فيه الدعوات إلى الحكومة الجديدة لتخصيص استثمارات كبيرة لحماية هذه المؤسسات الثقافية الحيوية، بحسب "الإندبندنت".
وتتزامن هذه الأزمة مع ارتفاع فواتير الطاقة وزيادة مساهمات التأمين الوطني لأصحاب العمل، مما يزيد من الضغوط المالية على المؤسسات الثقافية.
ووفقًا لتقرير صادر عن جمعية مسارح لندن والمسرح البريطاني (SOLT)، تحتاج واحدة من كل خمس مسارح إلى استثمار لا يقل عن 5 ملايين جنيه إسترليني خلال العقد المقبل لتظل قادرة على العمل. ومع غياب هذا الدعم، قد تغلق 40% من المسارح خلال السنوات الخمس القادمة.
وكشف التقرير عن أرقام مقلقة تتعلق بقطاع الثقافة في المملكة المتحدة، حيث يبلغ عدد المسارح العاملة حوالي 1,110 مسارح، في حين أُغلق 525 متحفًا منذ عام 2000. وأشار التقرير إلى الحاجة الملحّة لاستثمارات تقدر بـ 20 مليون جنيه إسترليني لإنقاذ المتاحف المتبقية من خطر الإغلاق.
وأشارت مديرة جمعية المتاحف، شارون هيل، إلى أن المتاحف تعتمد بشكل كبير على تمويل السلطات المحلية، مما يجعلها عرضة للتخفيضات عند مواجهة نقص في الإيرادات. وأكدت أن المتاحف تقدم فوائد كبيرة في مجالات الصحة والتعليم، فضلاً عن دورها في حفظ التراث الوطني والمحلي.
أوضح التقرير أن كل جنيه يُنفق على تذكرة مسرحية يولد إنفاقًا إضافيًا قدره 1.40 جنيه في الاقتصاد المحلي، مما يعكس أهمية هذه المؤسسات ليس فقط ثقافيًا، ولكن اقتصاديًا أيضًا.
تشير أمثلة حديثة إلى التحديات التي تواجه المتاحف والمسارح في المملكة المتحدة، حيث تم إغلاق متحف Cannock Chase ومسرح Prince of Wales في منطقة ميدلاندز. بالإضافة إلى ذلك، تواجه مؤسسات ثقافية أخرى مثل متحف Alyth ومتحف Abbey House ومركز Dundee Contemporary Arts خطر الإغلاق، مما يعكس الضغوط المتزايدة على هذا القطاع الحيوي.
وطالبت جمعية المتاحف بتمويل بقيمة 20 مليون جنيه إسترليني لمنع الإغلاق الفوري، لكن هذا الطلب لم يتم تلبيته في الميزانية الأخيرة.
وأكدت الحكومة التزامها بدعم الثقافة من خلال تقديم إعفاءات ضريبية للمسارح والمتاحف ودعم البنية التحتية الثقافية، إلا أن الكثيرين يرون أن هذه الإجراءات ليست كافية لحل الأزمة.
يُذكر أن التحديات التي يواجهها قطاع الثقافة ليست مجرد أزمة مالية، بل تهدد بفقدان جزء كبير من التراث الثقافي والهوية الوطنية، ما يتطلب تدخلًا عاجلًا للحفاظ على هذه المؤسسات للأجيال القادمة.