عرب لندن
كشف تقرير لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية، نشر يوم الجمعة، عن اللحظات الأخيرة للرئيس السوري المخلوع بشار الأسد قبل هروبه إلى موسكو، التي منحته اللجوء الإنساني، بناءً على مقابلات مع 12 شخصًا مطلعين على تحركات الأسرة وفرار الأسد.
وذكر التقرير أن بشار الأسد، في ليلة سيطرة فصائل المعارضة على دمشق، استقل مركبة مدرعة عسكرية روسية مع ابنه حافظ، تاركًا خلفه أقاربه وأصدقاءه في حالة من الهلع بحثًا عن "الرجل الذي وعد بحمايتهم". وحسب المصادر، في الساعة 11 مساءً من السابع من ديسمبر/كانون الأول، مر رفاق الأسد القدامى أمام منزله في حي المالكي ليجدوا نقاط حراسة مهجورة ومباني فارغة، بينما كان الزي العسكري ملقى في الشوارع. بحلول منتصف الليل، كان الأسد مع ابنه في طريقهما إلى قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية.
وأكدت المصادر أن الأسد لم يصدر أمرًا للجيش بالاستسلام إلا بعد أن أصبح خارج دمشق، حيث أصدر تعليمات بحرق المكاتب والوثائق. ووفقًا للمصادر، كانت روسيا قد طلبت من الأسد وابنه الانتظار في قاعدة حميميم حتى الرابعة فجراً من اليوم التالي قبل السماح لهما بالتوجه إلى موسكو.
كما انضمت ابنة الأسد، زين، إلى أسرتها في موسكو بعد مغادرتها الإمارات حيث كانت تدرس في جامعة السوربون في أبوظبي. وبهذا، اجتمعت العائلة في موسكو، حيث كانت أسماء الأسد تتلقى علاجًا للسرطان، برفقة والدتها ووالدها، فواز الأخرس، الذي فرضت عليه الخزانة الأمريكية عقوبات.
وكانت أولوية الأسد في رحلة هروبه واضحة، حيث رافقه في رحلته اثنان من أتباعه الماليين، يسار إبراهيم (رجل أعمال) ومنصور عزام (وزير شؤون رئاسة الجمهورية سابقًا)، حسب المصادر. وأكدت المصادر أن اختيار هؤلاء الأشخاص كان يعود إلى أولوية الأسد لحماية ثروته، وليس عائلته، حيث فر المقربون منه لاحقًا إلى لبنان والعراق والإمارات والبلدان الأوروبية، بينما اختبأ بعضهم في السفارة الروسية بدمشق.
أما عن الأشخاص الذين تركهم الأسد وراءه، فقد كان من بينهم شقيقه ماهر، القائد السابق للفرقة الرابعة، الذي فر إلى العراق بعد اكتشافه هروب أخيه.
وأكدت المصادر أن الأسد لم يوجه أي كلمة لأولئك الذين وعد بحمايتهم، مما ترك العديد من أتباعه في حالة من الصدمة والغضب. وقبل أربعة أيام من مغادرته دمشق، أبدى الأسد يأسًا متزايدًا وأخبر روسيا أنه مستعد للقاء المعارضة السياسية في جنيف، لكن روسيا لم تبدِ أي اهتمام.
ومن غير المرجح أن تسلم روسيا الرئيس السوري المخلوع لمواجهة محاكمات دولية، ومن المتوقع أن يقضي حياته في منفى بموسكو بعيدًا عن المحاكمة.