عرب لندن
في تصريح جديد، أكد زعيم حزب العمال البريطاني، السير كير ستارمر، على أهمية التواصل الدبلوماسي مع قادة سوريا بعد سقوط الرئيس بشار الأسد، معتبراً أن "ما سيأتي بعد ذلك يجب أن يكون أفضل" لضمان مستقبل أكثر استقراراً للبلاد.
وجاءت هذه التصريحات في وقت حساس بعد اللقاء الذي جمع مسؤولين بريطانيين مع زعيم هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع، المعروف سابقًا باسم محمد الجولاني، في العاصمة السورية دمشق هذا الأسبوع. الهيئة، التي تسيطر على أجزاء من سوريا، قد خلفت فراغًا كبيرًا في السلطة بعد فرار الأسد قبل أسبوعين تقريبًا.
وقد أُثيرت المخاوف بشأن إمكانية إضفاء الشرعية على الهيئة من خلال هذه المحادثات. حيث حذر أحد كبار المسؤولين البريطانيين من أن الاتصال الدبلوماسي مع الهيئة قد يمنحها موقفًا رسميًا داخل سوريا بعد سقوط الأسد. وقالت ويندي مورتون، إحدى كبار أعضاء حزب المحافظين، إن "هذه هي الأيام الأولى في الواقع الجديد بعد الأسد، ونحن بحاجة إلى الحكم على هيئة تحرير الشام من خلال أفعالها وليس أقوالها".
وفي السياق ذاته، اختارت هيئة تحرير الشام تعيين محمد البشير رئيسًا للوزراء بالوكالة في محاولة لتشكيل حكومة مؤقتة حتى مارس 2025.
وقال السير كير ستارمر في تصريحاته إن سقوط الأسد كان "شيئًا جيدًا" لكنه حذر من الاعتقاد بأن الوضع في سوريا سيتحسن تلقائيًا. وأوضح: "الوضع في سوريا يتحرك بسرعة، ولكن من الواضح أن هذه المرحلة بحاجة إلى تدابير دقيقة لضمان أن المستقبل سيكون أفضل من الماضي".
وأضاف أن المملكة المتحدة تعمل مع حلفائها الإقليميين والدوليين لضمان أن المرحلة القادمة ستكون أكثر استقرارًا وأمانًا. كما أكد على أهمية "التحدث إلى أولئك الموجودين على الأرض"، مشيرًا إلى أن أكثر من 16 مليون سوري يحتاجون إلى مساعدات إنسانية.
وبدورها، أكدت الحكومة البريطانية أنها ستواصل الضغط على الحكومة الانتقالية المقبلة لضمان احترام حقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق النساء والفتيات، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، ومكافحة الإرهاب والتطرف.
وفي هذا السياق، قالت السيدة دودز، وزيرة في الحكومة البريطانية، إن المملكة المتحدة تأمل في أن تظهر أي جهة تسعى لتولي دورًا في حكم سوريا التزامها بهذه المبادئ، وأكدت على ضرورة بناء "سوريا أكثر أملاً وأمانًا وسلمًا".
وأضافت السيدة دودز أن المملكة المتحدة تعمل مع شركائها الدوليين لتحقيق "عملية سياسية جديدة شاملة وتمثيلية وجامعة" تحددها "إرادة الشعب السوري".
تابعوا آخر أخبار عرب لندن عبر Google News
