ردود فعل غاضبة على خطط بناء أكبر مقبرة إسلامية في بريطانيا

عرب لندن

أثارت محاولة الأخوين المليارديرين عيسى لبناء أكبر مقبرة إسلامية في المملكة المتحدة ردود فعل شديدة من قبل أعضاء المجلس المحلي وسكان منطقة لانكشاير، الذين عبروا عن مخاوفهم من أن المشروع قد يؤدي إلى تفاقم الازدحام على الطرق وإلحاق الضرر بالحياة البرية.

ولاقت الخطط التي تهدف إلى تطوير حديقة ميموريال بمساحة 45 فدانًا بالقرب من أوزوالدتويستل، غرب بلاكبيرن، انتقادات واسعة، حيث تم سحب طلب سابق لبناء مقبرة بمساحة 85 فدانًا في وقت سابق من هذا العام بعد معارضة قوية. ومع ذلك، تم تحديث الخطة وإعادة تقديمها للمجلس المحلي.

ووفقًا لوثائق التخطيط، ستحتوي المقبرة المقترحة على 12,250 قطعة دفن، وصالة جنازات، وقاعات صلاة، مما يجعلها أكبر من حدائق السلام في شرق لندن، وهي أكبر مقبرة إسلامية في المملكة المتحدة حاليًا. تم تقديم الطلب من قبل مؤسسة خيرية أنشأها زوبر ومحسن عيسى، اللذان يمتلكان أسدا وكوبلاندز وليون.

ومن جانبه، حذر ستيف سميثسون، عضو المجلس المحافظ، من أن "زيادة حركة المرور الناتجة عن الجنازات اليومية، خاصة في الأحداث الكبيرة التي تشهد حضور أكثر من 400 شخص، ستضغط على شبكة الطرق المحلية وتزيد من خطر الحوادث وتلوث البيئة". كما أضاف أن "الموقع يشكل خطرًا كبيرًا على المياه الجوفية بسبب جيولوجيته وارتفاع منسوب المياه الجوفية، ما قد يؤدي إلى تلوث الممرات المائية المحلية".

وفي وقت سابق، اقترح الأخوان عيسى بناء 35,000 قطعة دفن، إضافة إلى أجنحة صلاة وإقامة للحراس و752 مكانًا لوقوف السيارات، لكنهم قلصوا خططهم إلى 12,250 قطعة دفن و356 مكانًا لوقوف السيارات بعد ردود الفعل العنيفة.

وقال سميثسون إن الزيادة في عدد السيارات الزائرة "ستؤثر سلبًا على البيئة"، مؤكدًا أن سكان المنطقة فخورون بوجود أراضٍ خضراء تحيط بأوزوالدتويستل. وأضاف أن مجموعة "قل لا للمقبرة" التي يتزعمها سميثسون تضم أكثر من 3,000 شخص اشتركوا في حملة عبر الإنترنت، وتجمع المئات من السكان لمناقشة الخطط. كما تم إطلاق حملة جمع تبرعات عبر "GoFundMe" لتوظيف المهنيين الذين يمكنهم تحدي هذا الطلب.

ومن ناحية أخرى، أكد متحدث باسم مؤسسة عيسى أن "المؤسسة الخيرية ملتزمة بدعم المجتمعات المحلية"، مشيرًا إلى أن المشروع سيعزز المساحة الحالية ويلبي حاجة أساسية للمجتمع. وأضاف: "بناءً على استشارتنا العامة، قمنا بتعديل الخطط بشكل كبير لتلبية المخاوف المحلية، ونحن ننتظر قرار المجلس بشأن هذا المشروع الهام".

ومن المقرر أن ينظر المجلس في الطلب في بداية العام المقبل.