عرب لندن

أطلقت قوات الشرطة في ويلز أول تطبيق للتعرف على الوجه في المملكة المتحدة، ما أثار جدلًا واسعًا بشأن مخاوف تتعلق بانتهاك حقوق الإنسان. التطبيق يتيح للضباط استخدام هواتفهم الذكية لتأكيد هوية الأفراد، بما في ذلك فاقدي الوعي أو المتوفين، وأولئك الذين يرفضون تقديم تفاصيلهم الشخصية.

وقال جيك هورفورت، من مجموعة "Big Brother Watch" للحريات المدنية، إن التطبيق "يخلق اختلالًا خطيرًا بين حقوق الجمهور وصلاحيات الشرطة". وتم اختبار التطبيق بالفعل من قبل 70 ضابطًا في جنوب ويلز، وهو يحمل اسم "التعرف على الوجه بمبادرة المشغل" (OIFR)، ومن المتوقع أن يتم استخدامه من قبل شرطة جنوب ويلز وشرطة جوينت.

وذكرت الشرطة أن استخدام التطبيق على الأشخاص فاقدي الوعي أو المتوفين سيساعد الضباط في تحديد هويتهم بسرعة، مما يسهل التواصل مع أسرهم بشكل حساس. وأضافت أن استخدامه في حالات ارتكاب الجرائم يساعد في ضمان سرعة القبض على المشتبه بهم. وأكدت الشرطة أن الصور الملتقطة لن يتم الاحتفاظ بها، وأن الصور التي تُلتقط في أماكن خاصة مثل المنازل والمدارس والمرافق الطبية لن تُستخدم إلا في حالات تتعلق بخطر كبير.

ووفقًا لهورفورت، فإن هذه التقنية تهدد الحقوق الأساسية للمواطنين، مشيرًا إلى أن "في بريطانيا، لا يجب على أحد تقديم هويته للشرطة دون سبب وجيه للغاية". من جانبه، وصف تشارلي ويلتون من مجموعة "ليبرتي" الحقوقية هذه التكنولوجيا بأنها "انتهاك عميق لحقوق الخصوصية وحماية البيانات". وأشار إلى الحاجة الماسة لتقديم ضمانات من الحكومة لحماية الحريات المدنية.

وتستخدم الشرطة الآن تقنية التعرف على الوجه من خلال "صورة اختبار" يتم التقاطها بواسطة كاميرا مراقبة أو هاتف محمول، وتُقارن ملامح الوجه مع قاعدة بيانات الاحتجازات. وقد قضت محكمة الاستئناف في 2020 بأن استخدام تقنية التعرف التلقائي على الوجه من قبل شرطة جنوب ويلز كان غير قانوني بعد طعن من مجموعة "ليبرتي". رغم ذلك، رأت المحكمة أن استخدامها كان متناسبًا مع حقوق الإنسان حيث تفوق فوائده على التأثير على السيد بريدجز الذي تعرض لهذه التقنية.

ومن جانبها، أكدت مساعد رئيس الشرطة ترودي ميريك من شرطة جنوب ويلز أن التطبيق الجديد يعزز قدرة الشرطة على تحديد هوية الأفراد بدقة، مشيرة إلى أن استخدامه سيكون فقط في الحالات الضرورية والمتناسبة. كما أضاف مساعد رئيس الشرطة نيك ماكلين من شرطة جوينت أن استخدام هذه التقنية جزء من عمل الشرطة الفعّال وضمان السلامة العامة، مع ضمان المساءلة والاختبارات لتجنب التحيز.

السابق اعتقال طفل أسود بسبب مسدس مائي يُشعل جدل العنصرية في بريطانيا
التالي لندن ترفع أسعار المترو بنسبة 5%.. وحافلاتها تحتفظ بلقب الأرخص في بريطانيا