عرب لندن
في حادثة صادمة هزت مدينة "أبريغافيني" في جنوب ويلز، تعرض أكثر من 50 زبونًا للتسمم الغذائي بعد تناولهم الطعام في محل "مارماريس شاورما هاوس"، ما أسفر عن إدخال 11 شخصًا إلى المستشفى، بينهم صبي في الحادية عشرة من عمره، الذي أصيب بمرض مزمن سيغير مجرى حياته.
وبحسب ما ذكرته صحيفة ميرور "Mirror" بدأت القصة في وقت سابق من هذا العام، عندما بدأ العديد من الزبائن الذين تناولوا الطعام في المحل يشعرون بأعراض مرضية شديدة. بعضهم أصيب بالقيء، بينما عانى آخرون من آلام حادة في البطن ودم في برازهم.
وبعد إجراء التحقيقات من قبل السلطات الصحية، تبين أن سبب التسمم كان عدوى ناتجة عن بكتيريا الشيغيلا، التي يمكن ربطها بشكل مباشر بمطعم "مارماريس شاورما هاوس".
وكان من بين المصابين بالتسمم طفل يبلغ من العمر 11 عامًا، وتفاقمت حالته بشكل مأساوي ليصاب بمرض السكري من النوع الأول نتيجة العدوى.
عند اكتشاف تفشي التسمم، تبين أن السبب يعود إلى إهمال أصحاب المحل في فصل الخضروات المغسولة عن غير المغسولة أثناء تحضير سلطة الكولسلو، وهو إجراء أساسي لضمان سلامة الطعام. هذا الإهمال في تطبيق إجراءات السلامة الغذائية كان له تأثير كبير على سكان المدينة وأثار قلقًا واسعًا في المجتمع المحلي.
واعترف أصحاب المحل، سامي عبد الله (46 عامًا) وحسن ساريتاج (38 عامًا)، بارتكاب مخالفات تتعلق بعدم الالتزام بإجراءات السلامة الغذائية.
كما تبين أنهم فشلوا في تسجيل مالكي المحل الجدد. ومن جانبه، عبر عبد الله عن أسفه العميق للمصابين، مؤكدًا أن هذا الحادث لا يعكس تاريخه المهني الطويل في قطاع المطاعم، حيث لم تسجل أي مشكلات صحية في الماضي.
أما محامي ساريتاج، اعتبر الحادث بمثابة "انتهاك فردي" مؤكداً أنه "لم يتوقع أحد حدوث ذلك". ومع ذلك، أكدت المحكمة أن هذه المخالفات كانت خطيرة ولها تأثيرات كبيرة على الثقة بين الزبائن وأصحاب المحلات التجارية في المنطقة.
ومن جهتها، ذكرت "الصحة العامة في ويلز" أن حالات التسمم كانت نتيجة لعدوى الشيجيلة، وهي عدوى معوية لا تهدد الحياة، لكنها قد تتطلب العلاج في المستشفى في بعض الحالات.
وأوضحت الصحة العامة أن الأعراض عادة ما تختفي في غضون أربعة إلى خمسة أيام، إلا أن بعض الحالات كانت أكثر شدة، خاصة في حالة الصبي الذي أصيب بمرض السكري من النوع الأول.
وبدورها أكدت القاضية صوفي تومس أن "نجاح أي مشروع تجاري يعتمد على الثقة التي يراهن عليها صاحب العمل مع زبائنه لضمان سلامتهم"، مشيرة إلى أن الإهمال الذي ارتكبه عبد الله وساريتاج أدى إلى فقدان هذه الثقة.
وفرضت غرامات مالية على أصحاب المحل، حيث أُجبر عبد الله على دفع 2,000 جنيه إسترليني، بينما تم تغريم ساريتاج بمبلغ 3,065 جنيهاً إسترلينياً، بالإضافة إلى تكاليف المحكمة التي بلغت 2,792 جنيهاً إسترلينياً.
ورغم ذلك، أكدت القاضية أن العقوبات المالية ليست العقوبة الوحيدة، حيث فقد أصحاب المحل سمعتهم المهنية، وتعرضوا لفقدان ثقة المجتمع المحلي.
ش