عرب لندن

كشف تقرير جديد صادر عن مركز مراقبة وسائل الإعلام (CfMM) أن قناة GB News كانت مسؤولة عن نصف التغطية الإخبارية المتعلقة بالمسلمين والإسلام في المملكة المتحدة خلال العامين الماضيين، وهي تغطية وصفها الباحثون بأنها "سلبية للغاية".

التقرير، الذي استند إلى تحليل شامل استمر عامين، أظهر أن القناة قدمت الإسلام والمسلمين في إطار سلبي، ما أسهم في تغذية التوترات المجتمعية وتصعيد الكراهية. ووصف الباحثون تركيز القناة على الإسلام بـ"الهوس"، مشيرين إلى أن القناة ذكرت الإسلام والمسلمين أكثر من 17 ألف مرة، أي ما يعادل 50% من إجمالي الإشارات على قنوات الأخبار في المملكة المتحدة، مقارنة بـ32% لبي بي سي و21% لسكاي نيوز.

وأظهر التقرير إن القناة غالبًا ما صورت المسلمين كجزء من مؤامرة تهدف إلى تقويض أسلوب الحياة البريطاني، واستخدمت لغة تُبرز الإسلاموفوبيا، حيث كانت مسؤولة عن 60% من الإشارات المتعلقة بها في المشهد الإعلامي البريطاني. كما انتقدت القناة الإسلاموفوبيا نفسها، ما أثار قلق الباحثين من تأثير مثل هذا الخطاب على المجتمعات المسلمة.

وخلال أعمال الشغب في الصيف الماضي، كانت القناة مسؤولة عن 62% من التغطية التي ربطت المسلمين بالعنف، متجاهلة الاعتداءات التي تعرضت لها المساجد والمجتمعات المسلمة. كما روجت القناة لفكرة "الشرطة ذات المستويين"، حيث زعمت أن الشرطة تتعامل بتساهل مع المسلمين مقارنة بجماعات أخرى.

السيدة وارسي، السياسية المحافظة البارزة، وصفت النتائج بأنها "خطيرة للغاية"، محذرة من أن هذا النوع من التغطية يؤدي إلى تصعيد الكراهية والتوترات في الشوارع البريطانية. وأضافت: "منصة إعلامية تمتلك جمهورًا واسعًا تتعمد تقديم المسلمين كـ'مشكلة' هو أمر له عواقب وخيمة على النسيج المجتمعي في البلاد".

أما رضوانة حامد، مديرة CfMM، فقد أكدت أن التقرير يجب أن يكون دعوة للاستيقاظ للهيئة التنظيمية Ofcom، التي لم تتخذ خطوات حازمة لمعالجة مثل هذا المحتوى، داعية إلى تعزيز قواعد الحياد الإعلامي ومنع الخطابات التحريضية.

وفي المقابل، رد متحدث باسم GB News على التقرير واصفًا إياه بأنه "تشهيري وغير دقيق"، مؤكدًا أن القناة تُمثّل منصة لحرية التعبير، وأنه كان من المفترض التواصل معها قبل نشر الاتهامات.

ويبقى الجدل مفتوحًا حول دور الإعلام في تشكيل الرأي العام، ومسؤولية الجهات التنظيمية في ضمان أن تعكس التغطيات الإعلامية تعددية المجتمع البريطاني بعيدًا عن التحريض أو التشويه.

السابق رئيس إسرائيلي سابق: ملكة بريطانيا اعتبرت الإسرائيليين إرهابيين ولم تزر إسرائيل
التالي الحكومة البريطانية تستعين بمصرفيين لمحاربة الفساد ''سطرًا بسطر"