عرب لندن
حذر كبير مفتشي "أوفستد" السير مارتن أوليفر من أن الآباء الذين يعملون من المنزل قد يكونون السبب وراء ارتفاع معدلات غياب الأطفال عن المدارس في إنجلترا، وخاصة في أيام الجمعة.
وفي تقريره السنوي عن التعليم والرعاية الاجتماعية للأطفال في إنجلترا، أشار أوليفر إلى أن هذا الاتجاه أصبح أكثر وضوحًا بعد جائحة كوفيد-19، حيث تم رصد انخفاض ملحوظ في حضور التلاميذ يوم الجمعة.
وأوضح أن العمل من المنزل قد جعل بعض الآباء يفضلون بقاء أطفالهم معهم، مما أدى إلى تغييرات في الروتين المدرسي للأطفال. وقال: "قبل الوباء، كنا نلاحظ أن الآباء الذين يعملون من المنزل كانوا يرسلون أطفالهم إلى المدرسة، لكن بعد الجائحة، أصبحنا نرى بعض الآباء يبقون أطفالهم في المنزل في أيام معينة، ويبدو أن حضور الأطفال يوم الجمعة يتأثر بشكل خاص".
وأوضح أوليفر أن التعليم أصبح "مجزأ" بالنسبة للكثير من الأطفال، مشيرًا إلى أن الغياب المستمر ظل يمثل مشكلة منذ عمليات الإغلاق بسبب الوباء. وأضاف أن هذا الوضع أظهر أن التعليم في بعض الحالات أصبح "غير تقليدي" بعد الوباء، مع زيادة في استخدام الجداول الزمنية البديلة مثل التعليم الهجين أو جداول الدوام الجزئي.
في هذا السياق، ذكر التقرير أن 34000 طفل في إنجلترا يتلقون تعليمهم وفق جداول زمنية بدوام جزئي، حيث يذهبون إلى المدرسة لبضعة أيام في الأسبوع ويقضون بقية الوقت في المنزل. وقد أشار أوليفر إلى أن هذا الاتجاه في التعليم البديل أصبح أكثر شيوعًا، مما يثير القلق بشأن تأثيره على تطور الأطفال.
وفي هذا السياق، قال أوليفر: "انتشار الجداول الزمنية بدوام جزئي يشير إلى أنها أصبحت تستخدم بسهولة أكبر مما ينبغي، وهو ما قد يكون ضارًا للأطفال". وأضاف أن هذا الاتجاه يساهم في زيادة العزلة التعليمية لدى الأطفال، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يعانون من احتياجات تعليمية خاصة أو من صعوبات سلوكية.
وفقًا لتقرير "أوفستد"، فإن مشكلة الغياب عن المدرسة قد تفاقمت بعد الوباء، حيث أظهرت بيانات الحكومة أن حوالي 19.2% من الطلاب في إنجلترا كانوا غائبين بشكل مستمر في العام الدراسي الماضي. هذا الرقم يمثل زيادة كبيرة مقارنة مع معدلات الغياب قبل الوباء.
وفي ختام التقرير، لفت أوليفر إلى أن الغياب المتزايد، وخاصة في أيام الجمعة، يمكن أن يُعزى جزئيًا إلى التغيير في مواقف الآباء بعد الجائحة. وقال إن العمل من المنزل أصبح جزءًا من الروتين العائلي، ما قد يؤثر سلبًا على التزام الأطفال بحضور المدرسة.