عرب لندن 

في عملية استغرقت سنوات، تمكنت الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة في بريطانيا ”NCA“ بالتعاون مع جهات دولية من تفكيك واحدة من أكبر شبكات غسيل الأموال في العقد الأخير.

استهدفت العملية، التي أطلق عليها اسم "زعزعة الاستقرار"، شبكة تضم مجرمين إلكترونيين روسًا، وعصابات مخدرات بريطانية، وأوليغارش خاضعين للعقوبات الدولية.

ووفقاً لصحيفة الإندبندنت”Independent“ أدارت الشبكة منصتان رئيسيتين هما: Smart وTGR، واستخدمت العملات المشفرة كوسيلة لغسيل الأموال غير المشروعة.

وعملت المنصتان على تحويل الأموال النقدية "القذرة" إلى عملات مشفرة، مما أتاح للمجرمين إخفاء مصادر الأموال واستخدامها في شراء العقارات واستثمارات متنوعة، خاصة في المملكة المتحدة.

وبحسب الوكالة الوطنية، امتدت عمليات الشبكة إلى أكثر من 30 دولة، مرورًا بالشرق الأوسط ودولة الإمارات العربية المتحدة. وكان من بين عملائها أفراد خاضعون للعقوبات، وعصابات مخدرات مثل كارتل كيناهان الإيرلندي، وقراصنة إنترنت روس، بالإضافة إلى عصابات شوارع بريطانية.

تُعد يكاترينا جدانوفا من أبرز الشخصيات في الشبكة، وهي مواطنة روسية ذات علاقات مالية قوية بموسكو. تم اعتقالها في فرنسا بعد تحقيقات كشفت إدارتها لمنصة Smart، التي كانت مسؤولة عن تحويل مليارات الجنيهات مقابل عمولات تصل إلى 3%. 

وخضعت جدانوفا لعقوبات أمريكية في عام 2023، وكانت تعمل بالتعاون مع شريكها جيورجي روسي، الذي لا يزال فارًا من العدالة حتى الآن.

وكشف التحقيق أن الشبكة وفرت لتجار المخدرات في بريطانيا وسيلة لتحويل الأموال النقدية إلى عملات مشفرة، استخدموها لشراء المخدرات من أمريكا الجنوبية. في الوقت ذاته، استغلها قراصنة روس لتحويل العملات المشفرة إلى أصول مادية، مثل العقارات.

 كما يُشتبه في أن الشبكة دعمت مجموعة روسية متخصصة في الهجمات الإلكترونية، حاولت ابتزاز مستشفيات ومدارس وشركات بريطانية بمبلغ 27 مليون جنيه إسترليني.

وأسفرت العملية عن اعتقال 84 شخصًا داخل المملكة المتحدة ومصادرة أصول بقيمة 20 مليون جنيه. من بين أبرز المعتقلين كان فاواد سعيدي، الذي قُبض عليه في لندن عام 2021 ومعه 250 ألف جنيه نقدًا، ليتضح لاحقًا أنه غسّل أكثر من 15 مليون جنيه وحُكم عليه بالسجن.

 كما شملت الاعتقالات سيميون كوكوسوف وأندريه ديكستا، اللذين غسلا 12.3 مليون جنيه خلال 74 يومًا فقط.

وصف روب جونز، المدير العام للعمليات في الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة، التحقيق بأنه "اختراق حقيقي"، مشيرًا إلى أنه كشف عن روابط معقدة بين النخبة الروسية، مجرمي الإنترنت، وعصابات المخدرات في بريطانيا.

وأكد أن الشبكة كانت تعمل بشكل خفي لكنها كانت "على مرأى من الجميع"، مستغلة تقنيات متطورة ومتشعبة.

من جانبه، قال نيك آدامز، المسؤول عن الجرائم الاقتصادية في المجلس الوطني لرؤساء الشرطة، إن الشبكة كانت "محورًا رئيسيًا" لنقل الأموال غير المشروعة الناتجة عن تجارة المخدرات والجريمة العنيفة.

وجاءت العملية ثمرة تعاون دولي بين الوكالة الوطنية وشركاء من الولايات المتحدة، فرنسا، أيرلندا، وجيرسي. كما فرضت عقوبات على عدد من شركاء يكاترينا جدانوفا، من بينهم خادزي-مراد ماغوميدوف ونيكيتا كراسنوف، بالإضافة إلى شخصيات رئيسية في شبكة TGR مثل جيورجي روسي وأندريه برادنز.

وقدرت الوكالة الوطنية أن الشبكة احتاجت لغسيل حوالي 700 مليون جنيه لاسترداد أرباحها. فيما شدد المحققون على أن هذه الشبكة ليست مجرد قضية غسيل أموال، بل تمثل تهديدًا أمنيًا واجتماعيًا مرتبطًا بتمويل الجريمة المنظمة والتأثير على الاقتصاد البريطاني.

 

 

 

 

 

 

السابق تحذير من اضطرابات واسعة في خدمات السكك الحديدية بسبب عطل في نظام الاتصالات
التالي موجز أخبار بريطانيا من منصة عرب لندن/ الجمعة: 6 ديسمبر/ كانون الأول الثاني 2024