عرب لندن 

بينما يتهيأ الطلاب في إنجلترا لبدء يوم دراسي جديد، هناك مئات الآلاف من الأطفال الذين لا يعرف أحد أين هم أو إذا كانوا يتلقون تعليمًا على الإطلاق.

وفقًا لتقرير صادر عن معهد سياسات التعليم (EPI)، قد يصل عدد الأطفال غير الملتحقين بالتعليم إلى 300 ألف طفل، في ظل نقص البيانات وسجلات غير مكتملة تجعل القضية أكثر تعقيدًا.

ووفقاً لما ذكرته صحيفة الغارديان ”The Guardian“ التقرير، الذي استند إلى مقارنة بين عدد الأطفال المسجلين في خدمات الصحة الوطنية ”NHS“ وأولئك المدرجين في قوائم المدارس أو التعليم المنزلي، كشف عن فجوة مقلقة.

 بين عامي 2017 و2023، زادت هذه الفجوة بنسبة 40%، ما يشير إلى أن تداعيات جائحة كورونا ربما لعبت دورًا كبيرًا في تزايد حالات الغياب المدرسي الطويلة.

وعلى الرغم من أن بعض الأطفال يتلقون تعليمهم في المنزل، أو في دول أخرى، فإن التقرير يعبر عن قلق بالغ بشأن الفئات الأكثر عرضة للخطر، مثل أطفال مجتمعات الغجر والرحّالة (Gypsy, Roma, Traveller)، حيث تشير البيانات إلى أن نحو 75% منهم يغادرون النظام التعليمي قبل بلوغ سن 16 عامًا.

وتقول ويتني كرينّا جينينغز، المديرة المساعدة في معهد سياسات التعليم والمؤلفة المشاركة للتقرير: "الكثير من الأطفال الخارجين عن النظام التعليمي هم من الفئات الأكثر ضعفًا. هذا تحدٍ كبير يتطلب اهتمامًا فوريًا. يجب أن نضمن حصول كل طفل على حقه القانوني في التعليم."

وتدعو وزارة التعليم حاليًا لإنشاء سجل للأطفال غير الملتحقين بالمدارس، لكن تقرير المعهد يعتبر أن هذه الخطوة غير كافية. ويقترح إنشاء سجل أكثر شمولية تُديره مكتب الإحصاءات الوطنية (ONS)، بحيث يستفيد من بيانات التعليم والصحة ومصادر أخرى.

ويضيف التقرير ضرورة تسجيل الأسباب وراء انسحاب الأطفال من المدارس وجمع هذه المعلومات بشكل مركزي. كما كشف أن نحو 50 ألف طفل ينضمون ثم يغادرون قوائم المدارس قبل الوصول إلى العام الدراسي الأخير.

وتظهر الأرقام الحكومية الرسمية أن 117,100 طفل كانوا خارج التعليم خلال العام الدراسي 2022-2023، مقارنة بـ 94,900 طفل في العام الذي سبقه. لكن هذه الأرقام لا تشمل الأطفال الذين لم يسجلوا في أي مكان، مما يترك فجوة كبيرة في فهم حجم المشكلة الحقيقي.


 


 


 

السابق حكومة بريطانيا تهدر 50 مليون إسترليني على رحلات جوية لم تُنفذ ضمن خطة رواندا
التالي محكمة بريطانية تكشف عن شبكة تجسس روسية