عرب لندن 

حذرت شخصيات بارزة في قطاع التمريض من أن الإصلاحات المخطط لها لهيئة الخدمات الصحية الوطنية ”NHS“ تواجه خطر الفشل بسبب تفاقم مشاكل التوظيف ونقص الخبرة في الكوادر الصحية.

على الرغم من أن عدد الممرضين والقابلات المسجلين في المملكة المتحدة وصل إلى رقم قياسي، إلا أن وتيرة التوظيف قد تباطأت بشكل ملحوظ، مما يزيد الضغط على النظام الصحي.

وبحسب ما ذكرته صحيفة الإندبندنت ”Independent“ حذرت البروفيسورة نيكولا رينجر، المديرة التنفيذية لكلية التمريض الملكية "RCN"، من أزمة متزايدة في قطاع التمريض، مشيرة إلى أن أعداد الممرضين الذين يغادرون المهنة خلال أول خمس سنوات من عملهم في تزايد ملحوظ.

وأكدت: “هناك تراجع في أعداد المنضمين الجدد، يقابله ارتفاع في معدلات الاستقالات، مما يثير القلق خصوصاً في ظل النقص الكبير في الكوادر بالنظام الصحي.”

كما نبهت إلى تراجع التوظيف الدولي، الذي كان يسد فجوات كبيرة في القطاع، حيث بات العديد من العاملين الدوليين يفضلون الانتقال إلى دول أخرى. 

وأضافت: “الوضع يزداد صعوبة مع الانخفاض الحاد في أعداد الطلاب البريطانيين الذين يلتحقون بتخصص التمريض، ما ينذر بسنوات أكثر تحدياً في المستقبل.”

وأشارت الإحصائيات إلى انخفاض كبير في تأشيرات العمل في قطاع الصحة والرعاية، حيث تراجعت بنسبة 65% خلال العام المنتهي في سبتمبر 2024، مع إصدار 50,591 تأشيرة فقط مقارنة بالعام السابق. 

ويُعزى هذا الانخفاض إلى لوائح جديدة دخلت حيز التنفيذ في ديسمبر 2023، تمنع العاملين الدوليين في مجال الرعاية من استقدام أفراد عائلاتهم إلى المملكة المتحدة.

ووفقاً لمجلس التمريض والقابلات “NMC”، بلغ عدد المسجلين في سبتمبر 841,367 شخصاً، بزيادة قدرها 14,949 خلال ستة أشهر. إلا أن هذه الزيادة اعتمدت على عاملين رئيسيين: استمرار التوظيف المحلي وارتفاع الانضمام الدولي.

ورغم ذلك، أظهرت البيانات تراجعاً في عدد المنضمين الدوليين بنسبة 16.6% مقارنة بالعام الماضي، مع زيادة في مغادرتهم بنسبة 33%. 

وفي الوقت نفسه، تراجع عدد الممرضين والقابلات البريطانيين المنضمين للسجل بنسبة 1.8% خلال الأشهر الستة الماضية، بينما ارتفعت معدلات مغادرتهم بنسبة 1.6%.

وأكد الدكتور بيلي بالمر، الباحث في مؤسسة "نوفيلد تراست"، أن النظام الصحي البريطاني يعتمد بشكل متزايد على كوادر ذات خبرة محدودة، حيث يمتلك 28% من الممرضين خبرة تقل عن خمس سنوات. 

وأوضح أن هذا النقص في الخبرة يشكل عبئاً إضافياً على المدربين والمشرفين، كما يؤدي إلى تراجع الإنتاجية.

وأشار إلى استمرار الاعتماد الكبير على التوظيف الدولي، حيث تلقى نحو نصف الممرضين والقابلات الجدد تعليمهم خارج المملكة المتحدة، مما يكشف عن أزمة عميقة في نظام التعليم الطبي المحلي.

ومن جانبها، دعت البروفيسورة نيكولا رينجر إلى تطبيق سياسات مبتكرة مثل إعفاء القروض الدراسية لتحفيز التوظيف المحلي وتعزيز استدامة القوى العاملة في هيئة الخدمات الصحية الوطنية "NHS"

وأضافت محذرة: "لن تنجح إصلاحات الحكومة للنظام الصحي ما لم تُعَالَج جذور أزمة التوظيف الحالية."

اتفق الخبراء على أن مواجهة هذه الأزمة تتطلب إصلاحاً جذرياً لنظام التعليم الطبي ودعماً أكبر لجهود التوظيف المحلي. وأكدوا أن مستقبل "NHS" يعتمد على اتخاذ قرارات حاسمة لضمان استمرارية تقديم الرعاية الصحية بجودة وكفاءة.

 

 

 

 

السابق وزير بريطاني: "على المرضى الراغبين في 'الموت الرحيم' تحمل تكاليف الخدمة"
التالي ظهور حفرة ضخمة في ويلز تجبر سكان 30 منزل على الإخلاء الفوري