عرب لندن
أثارت حملات إعلانية مكثفة حول موضوع الموت الرحيم، بما في ذلك لوحات إعلانية في محطة وستمنستر وإعلانات مستهدفة عبر فيسبوك، استياء العديد من أعضاء البرلمان البريطاني.
وتأتي هذه الحملات وسط نقاش متزايد الحدة حول الموت الرحيم، قبل التصويت المرتقب يوم الجمعة.
وعبّر النواب عن قلقهم بشأن الأساليب "غير الملائمة" التي تتبناها الجهات المؤيدة والمعارضة للتشريع.
وقد أثارت حملة اللوحات الإعلانية التي أطلقتها منظمة "Dignity in Dying"، المؤيدة للتشريع، جدلاً واسعاً، حيث تضمنت صوراً لمرضى في مراحل نهائية من المرض.
ووصف أحد النواب اللوحات بأنها غير ملائمة، خاصة في محطة مترو الأنفاق، حيث غُطِّي بعضها بإعلانات لمنظمة Samaritans، وهي منظمة معنية بالدعم النفسي.
في المقابل، أطلقت منظمة "Care Not Killing"، المناهضة للموت الرحيم، إعلانات على فيسبوك تضمنت صوراً لأكثر من 50 نائباً، مستهدفة الناخبين في دوائرهم الانتخابية.
ودعت هذه الإعلانات الناخبين إلى التواصل مع نوابهم لحثهم على رفض مشروع القانون. كما استخدمت الإعلانات شعار هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، مما أثار انتقادات حادة لكونه علامة محمية.
وقد استهدفت الحملة بشكل خاص نواب حزب العمال الجدد، الذين لم يعلن حوالي 100 منهم موقفهم من التشريع.
وصرح أحد النواب الجدد قائلاً: "هذا القرار بالغ الأهمية ويتعلق بمشروع قانون معقد. هذه الأساليب غير ملائمة تماماً، ونحن نحاول دراسة المسألة بعناية".
وأضاف آخر: "من غير المقبول أن تستخدم هذه المجموعة الدينية شعار هيئة الخدمات الصحية الوطنية بشكل مضلل".
من جهتها، دافعت "Care Not Killing" عن حملتها بقولها: "نظراً لأهمية هذا النقاش، والسرعة التي يتم بها دفع المشروع قدماً، والمشاكل الخطيرة في التشريع المقترح، والتي قد تدفع الفئات الضعيفة للشعور بأنها عبء وإنهاء حياتها قبل الأوان، خاصة في ظل أزمة خدمات الرعاية الصحية والرعاية التلطيفية، فقد شجعنا مؤيدينا على التواصل مع ممثليهم المنتخبين".
وأكد متحدث باسم منظمة "Care Not Killing" أن التواصل مع النواب بشأن التشريعات الحالية أو المقترحة يعد ممارسة شائعة، مشيراً إلى أن العديد من النواب يرحبون بالمشاركة مع ناخبيهم، خاصة في قضية حساسة تتعدد الآراء حولها.
وفي الوقت نفسه، استهدفت حملة دعائية واسعة النواب المتجهين إلى البرلمان بلوحات إعلانية في محطة وستمنستر، تضمنت صوراً لامرأة مبتسمة ترتدي بيجامة وردية تحت عبارة: "رغبتي الأخيرة ألا تشهد عائلتي معاناتي وألا أضطر أنا كذلك إلى ذلك". الإعلان يظهر المريضة صوفي بليك المصابة بسرطان الثدي في مرحلة متأخرة، والتي تطالب بتغيير قانون القتل الرحيم.
وعلق النائب العمالي باتريك هيرلي عبر منصة "Bluesky" قائلاً: "رغم أنني لم أقرر بعد كيف سأصوت على مشروع قانون القتل الرحيم يوم الجمعة المقبل، إلا أنني أشعر بعدم الارتياح إزاء الإعلانات التي تروّج للانتحار في محطات المترو. هذا يبدو غير حكيم لأسباب واضحة".
من جهتها، أكدت هيئة النقل في لندن (TfL) أن الإعلانات قد تمت مراجعتها ووجدتها متوافقة مع سياسات الإعلانات الخاصة بها.
من جانبه، أعرب متحدث باسم منظمة "Dignity in Dying" عن خيبة الأمل جراء تخريب بعض الملصقات الإعلانية، واصفاً الحملة بأنها تسلط الضوء على أشخاص حقيقيين يعانون من أمراض مميتة ويرغبون في تغيير القانون لتوفير مزيد من الخيارات. وأضاف: "الحملة تستخدم صوراً إيجابية وتلتزم تماماً بقواعد لجنة ممارسات الإعلان".
,يُنظر إلى مشروع القانون في القراءة الثانية وسط قلق من غياب التدقيق الكافي. وقد قدمت مجموعة من النواب تعديلاً يدعو إلى رفض المشروع وإجراء مراجعة مستقلة ومشاورات عامة لتحسين القانون الحالي.
بدوره، صرح عمدة لندن صادق خان لصحيفة "الستاندرد" بمعارضته لمشروع القانون بسبب مخاوفه بشأن احتمال التعرض للضغط أو الإكراه.
في المقابل، أظهر استطلاع أجرته شركة "JL Partners" هذا الشهر أن 65% من المشاركين يدعمون تقنين الموت الرحيم، في حين عارضه 13%.
ومع ذلك، أعرب 64% عن تفضيلهم تحسين الرعاية التلطيفية على إصدار تشريع جديد ينظم نهاية الحياة.