عرب لندن
تمكنت السلطات من القبض على عصابة تهريب بشر جلبت 750 مهاجرا إلى المملكة المتحدة وألمانيا، وذلك في سلسلة من الاعتقالات في أنحاء أوروبا.
وانضم ضباط من وكالة الجريمة الوطنية (NCA) إلى محققين من ستة دول أخرى لتنفيذ سلسلة من المداهمات التي أسفرت عن اعتقال ما لا يقل عن 20 شخصا.
يُزعم أن العصابة كانت وراء عمليات تهريب ما لا يقل عن 750 مهاجرًا سوريًا إلى بريطانيا وألمانيا، بما في ذلك بعضهم عبر بيلاروسيا، التي اتُهمت بزعزعة استقرار بولندا بالسماح لطالبي اللجوء بعبور حدودها.
بالإضافة إلى بيلاروسيا، نقلت العصابة المهاجرين أيضًا عبر البلقان ثم إلى أوروبا الشرقية، قبل نقلهم إلى ألمانيا. في بعض الحالات، كان يتم نقل حوالي 100 شخص في المرة الواحدة.
كما واصل المئات منهم رحلتهم إلى المملكة المتحدة عبر هولندا، ثم عبروا على متن القوارب الصغيرة أو مختبئين في شاحنات عبرت على العبارات.
وبحسب صحيفة التلغراف "The Telegraph" غُرم المهاجرين بمبلغ يتراوح بين 3750 و10 آلاف جنيه إسترليني عن كل شخص، مما يعني أن المبلغ الإجمالي يصل إلى 7.5 مليون جنيه إسترليني عن 750 شخصا.
ومن بين المعتقلين في إطار العملية، المواطن العراقي حسام الرملي (35 عاما) والذي ألقي القبض عليه من قبل محققي وكالة مكافحة الجريمة الوطنية في منزله في بيلستون، ولفرهامبتون.
يُزعم أن الرملي قد قام بترتيب عبور المهاجرين بشكل غير قانوني عبر الحدود من بيلاروسيا إلى بولندا نيابة عن العصابة الإجرامية، ثم نظم رحلاتهم التالية إلى حدود بولندا-ألمانيا. كما يُتهم بالإعلان عن هذه الخدمة عبر الإنترنت.
رافق ضباط الشرطة البولنديون ضباط (NCA) أثناء عملية الاعتقال في ولفرهامبتون، والآن يواجه الرملي احتمال ترحيله إلى بولندا حيث يُلاحق بتهم تهريب البشر. من المتوقع أن يمثل أمام قضاة وستمنستر حيث ستبدأ إجراءات تسليمه.
كذلك يُعتقد أن أعضاء آخرين في الشبكة الإجرامية كانوا نشطين في حوالي 20 دولة مختلفة منذ عام 2021.
وشملت المداهمات الأخرى اعتقال أعضاء مزعومين من الشبكة الإجرامية في ألمانيا (أربعة اعتقالات)، والنمسا (ستة)، وصربيا (ستة)، والبوسنة والهرسك (ثلاثة). كما تم إجراء عمليات تفتيش في هولندا. وتم ضبط مركبات وأموال ومعدات إلكترونية بما في ذلك هواتف وأجهزة كمبيوتر.
وفي هذا السياق، قال جون دينلي، مدير التحقيقات في وكالة الجريمة الوطنية: "مع شركائنا، استهدفنا عصابة تهريب بشر كبيرة تعمل في المملكة المتحدة وفي جميع أنحاء أوروبا، وهذا هو السبب في أن التعاون الدولي كان حاسمًا".
وأضاف: "هذه الاعتقال، الذي تم بالتعاون مع زملائنا البولنديين، يعني أن هذا الشخص سيواجه العدالة في بولندا".
مشددًا على وضع مكافحة تهريب البشر أولية رئيسية، مع وضع الوكالة المزيد من الموارد لاستهداف وتفكيك الشبكات التي تقف وراء هذه الجرائم أكثر من أي وقت مضى، بما في ذلك من خلال العمل مع الشركاء الأوروبيين.
ومن جهتها، قالت أنجيلا إيجل، وزيرة الأمن الحدودي واللجوء: "لن نتوقف عند شيء للقضاء على الشبكات الإجرامية أينما وجدناها. يشمل ذلك العمل مع الشركاء في الخارج في سعي جماعي لتفكيك عصابات التهريب الإجرامية المنظمة".
وأضافت: "هذا الاعتقال الكبير هو مثال آخر على نوع العمل الذي سننفذه بشكل أكبر. يجب على المجرمين الذين يجنون الأرباح من معاناة البشر ألا يشكوا في أننا سنفكك شبكاتهم وننهي هذه التجارة الشريرة".