عرب لندن
لأول مرة منذ بداية النزاع، استخدمت أوكرانيا صواريخ "ستورم شادو" البريطانية لاستهداف أهداف داخل الأراضي الروسية.
وجاء هذا التصعيد بعد نشر روسيا أكثر من 10 آلاف جندي من كوريا الشمالية، قرب الحدود الأوكرانية، وهو ما اعتبره مسؤولون بريطانيون وأمريكيون تصعيدًا خطيرًا في النزاع الذي استمر لنحو ثلاث سنوات.
وبحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان "The Guardian" بأن الضربات استهدفت موقعًا يعتقد أنه مقر قيادة في قرية ماريونو، حيث أكدت تقارير أوكرانية أن الموقع قد يكون مستخدمًا من قبل ضباط روس وضباط من كوريا الشمالية.
كما تم تداول صور لشظايا الصواريخ على وسائل الإعلام، وأكد أحد الخبراء أنها تعود إلى صواريخ "ستورم شادو"، لكنه لم يتمكن من تأكيد تاريخ الصور.
ورغم عدم تأكيد بريطانيا رسميًا للضربة، أشار وزير الدفاع البريطاني جون هيلي إلى وجود "تغيرات مهمة" في الوضع الأوكراني خلال حديثه في البرلمان.
وتأتي هذه الخطوة بعد شكاوى من أوكرانيا بسبب تأخر بريطانيا في تقديم المزيد من الدعم من الصواريخ، وهو ما يبدو أنه ساهم في تغيير موقف لندن.
وتزامنت الضربات البريطانية بصواريخ "ستورم شادو" مع استخدام أوكرانيا صواريخ "أتكامز" الأمريكية لاستهداف مخازن أسلحة في منطقة بريانسك الروسية.
وأفاد مسؤولون غربيون أن الهجمات تركزت على البنية التحتية التي قد تُستخدم في تجهيز هجوم مشترك بين القوات الروسية والكورية الشمالية في منطقة كورسك.
ومن جانبه، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من أن استخدام أسلحة أمريكية وبريطانية داخل الأراضي الروسية يمثل تصعيدًا خطيرًا، وألمح إلى أن ذلك قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة مع حلف الناتو. كما وقع بوتين تعديلًا على العقيدة النووية الروسية، مما خفض العتبة اللازمة لاستخدام الأسلحة النووية.
ورغم ذلك، أكد البنتاغون أنه لا توجد مؤشرات على أن روسيا تستعد لاستخدام الأسلحة النووية، واعتبر التصريحات الروسية "غير مسؤولة".
وفي سياق آخر، أغلقت الولايات المتحدة مؤقتًا سفارتها في كييف بعد تلقي تحذيرات بشأن احتمال وقوع هجوم جوي كبير. ودعت المواطنين الأمريكيين إلى الاستعداد للانتقال إلى الملاجئ في حال سماع صافرات الإنذار، مما أثار مخاوف في العاصمة الأوكرانية، حيث لجأ السكان إلى محطات المترو.
وتأتي هذه التطورات في وقت أفادت فيه التقارير بتحليق سبع قاذفات روسية بعيدة المدى من طراز Tu-95 فوق قاعدة "إنغلس"، استعدادًا لشن هجمات على أوكرانيا. كما أغلقت سفارات إيطاليا وإسبانيا واليونان في كييف مؤقتًا بسبب التهديدات الأمنية.
وتُعد صواريخ "ستورم شادو" سلاحًا مشتركًا بين بريطانيا وفرنسا، بمدى يصل إلى 250 كيلومترًا. وقد أثبتت هذه الصواريخ فاعليتها في استهداف مواقع استراتيجية مثل مقرات القيادة ومخازن الذخيرة، كما استخدمت سابقًا لضرب أهداف روسية في شبه جزيرة القرم.
وفي خطابه اليومي، شكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الولايات المتحدة على دعمها المستمر، بما في ذلك توفير ألغام مضادة للأفراد، مؤكدًا أن هذه المساعدات "ضرورية لوقف الهجمات الروسية".
يُعتبر التصعيد الحالي بمثابة مؤشر على دخول النزاع مرحلة جديدة، في وقت يحذر فيه الخبراء من أن الوضع قد يتحول إلى مواجهة أوسع نطاقًا بين روسيا والغرب.