عرب لندن
شهدت بريطانيا ارتفاعًا مقلقًا في جرائم السكاكين، حيث تجاوز عدد الجرائم السنوية حاجز 50 ألف للمرة الثانية منذ بدء تسجيل البيانات، وفقًا لتقرير جديد صادر عن مؤسسة Youth Endowment Fund المدعومة من الحكومة.
وأظهرت الدراسة، التي شملت 10 آلاف مراهق تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عامًا، أن واحدًا من كل خمسة أطفال (20%) تعرض للعنف خلال العام الماضي، مقارنة بـ16% في 2023 و14% في 2022.
وأفاد التقرير بأن 61% من حوادث العنف التي تعرض لها الأطفال أدت إلى إصابات جسدية، أي ما يعادل نحو 440 ألف طفل في إنجلترا وويلز، بينما تضمنت واحدة من كل 20 حادثة استخدام أسلحة. وأفاد ثلثا المشاركين بأنهم تعرضوا للاعتداء أكثر من مرة.
وكشف التقرير أن 5% من الأطفال الذين شملتهم الدراسة حملوا أسلحة في العام الماضي، بما في ذلك 2% أقروا بحمل سكاكين. واستخدم 17% من حاملي الأسلحة سكاكين ضخمة مثل "Zombie Knives" والمناجل، بينما شملت الأسلحة الأخرى مفكات وأدوات طعن (25%) وعصي أو أدوات ضرب (24%).
وكانت الفئة العمرية الأصغر (13-15 عامًا) أكثر عرضة لحمل الأسلحة مقارنة بالمراهقين الأكبر سنًا (16-17 عامًا). كما ارتفعت النسبة إلى 12% بين الأطفال ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة، و21% بين الموقوفين عن الدراسة، و36% بين المطرودين منها.
وأفاد 47% من الأطفال الذين يحملون أسلحة أنهم يفعلون ذلك لحماية أنفسهم، بينما قال 37% إنهم طُلب منهم حملها، واعترف 31% بأنهم يحملون الأسلحة لإخافة الآخرين، فيما أفاد 18% بأن السبب هو تقليد أقرانهم.
وذكر التقرير أن الخوف من العنف يؤثر بشكل كبير على حياة الأطفال اليومية. حيث قال 33% ”إنهم يتجنبون مناطق معينة للشعور بالأمان، و27% يغيرون مسارات سفرهم أو يتجنبون استخدام المواصلات العامة". كما أبلغ 22% عن معاناتهم من مشاكل نفسية مثل صعوبة النوم، وفقدان الشهية، وضعف التركيز في الدراسة.
كما أشار التقرير إلى أن الأطفال ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة (SEND) أكثر عرضة للعنف، لا سيما أولئك الذين يعانون من اضطرابات عصبية. وحثت الدراسة الحكومة والوكالات المحلية على إعطاء الأولوية لحماية هذه الفئة المعرضة للخطر.
وحدد التقرير عددًا من التدخلات الناجحة للحد من العنف، بما في ذلك العلاج السلوكي المعرفي (CBT) الذي يمكن أن يقلل معدلات الجريمة بنسبة تصل إلى 27%، وبرامج التوجيه التي تقلل العنف بنسبة 21% في المتوسط، بالإضافة إلى الرياضة وبرامج تدريب المهارات الاجتماعية والعلاج النفسي القائم على الصدمات.
يأتي هذا التقرير وسط تحذيرات متزايدة من تفشي جرائم السكاكين، لا سيما بين الأطفال الذين يشعرون بعدم الأمان. وأكدت الدراسة أن الخوف من الجريمة يدفع الأطفال إلى حمل الأسلحة، حتى بين الفئات العمرية الصغيرة التي تصل إلى 11 عامًا.