عرب لندن
اعترفت الحكومة البريطانية بأن القرار بإلغاء مدفوعات الوقود الشتوي الشاملة سيدفع ما يصل إلى 100 ألف متقاعد إلى الفقر.
وتم تضمين الكشف في تقييم الأثر الذي أجرته وزارة العمل والمعاشات التقاعدية وتمت مشاركته مع لجنة برلمانية.
ويقدر التقييم أنه، عند تضمين تكاليف السكن، سيعاني ما يصل إلى 100 ألف متقاعد من الفقر النسبي بحلول عام 2027 نتيجة لهذه السياسة. يعرف الفقر النسبي من قبل الوزارة على أنه الشخص المتقاعد الذي يحصل على 60% من متوسط الدخل في المملكة المتحدة بعد احتساب تكاليف السكن.
وبحسب صحيفة التلغراف "The Telegraph" تعتبر هذه المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن التأثير المالي الكامل لقرار حزب العمال بعدم تقديم المدفوعات التي تصل إلى 300 جنيه إسترليني لجميع المتقاعدين.
وفي هذا السايق، سارع المحافظون إلى الحديث عن هذه الأرقام، حيث قالت هيلين ويتلي، وزيرة العمل والمعاشات في حزب العمال: "أخيرًا، تنكسر الحواجز ويظهر ما كان حزب العمال يعرفه طوال الوقت. قطع مدفوعات الوقود الشتوي سيغرق 100 ألف شخص من المتقاعدين في الفقر خلال السنوات القليلة القادمة.
وأضافت: "من الواضح أن كير ستارمر يشعر أن هذا ثمن يستحق الدفع من أجل إثبات وجهة نظر سياسية. لكنني لا أعتقد أن هؤلاء المتقاعدين سيوافقونه الرأي".
في يوليو، أعلنت راشيل ريفز، وزيرة المالية البريطانية، أنه لن يتم منح مدفوعات الوقود الشتوي لجميع المتقاعدين بعد الآن. بدلاً من ذلك، سيتم منح المدفوعات فقط لأولئك الذين يتلقون ائتمان المعاشات – وهو متاح للأشخاص الذين يحصلون على أقل من 13 ألف جنيه إسترليني سنويًا.
وهذا يعني أن أكثر من 10 مليون متقاعد سيفقدون المدفوعات التي تهدف إلى مساعدة المتقاعدين في تحمل العبء المالي لزيادة التدفئة خلال فصل الشتاء.
وجادل حزب العمال بأن هذه الخطوة كانت ضرورية بسبب "الثقب الكبير" في المالية العامة الذي خلفه حزب المحافظين، وهو ادعاء أصبح نقطة خلاف في وستمنستر. في وقت الإعلان، لم تنشر الحكومة أي أرقام عن تأثير القرار على فقر المتقاعدين.
وفي نقاط أخرى في السنوات القادمة، يقدر التقييم أن عدد المتقاعدين الذين سيدخلون الفقر سينخفض من 100 ألف إلى 50 ألف. الرقم الدقيق غير واضح، حيث تقوم الوزارة بتقريب الأرقام إلى أقرب 50 ألف.
والأرقام لا تأخذ في الاعتبار أي تأثير إيجابي لانضمام البريطانيين إلى التقاعد والتسجيل في ائتمان المعاشات.
وفي يوم الثلاثاء، تم الإعلان أيضًا عن أن حزب العمال الاسكتلندي يخطط لإعادة المدفوعات الشاملة في اسكتلندا إذا فاز بالسيطرة على البرلمان الاسكتلندي. ويشكل هذا التباعد المتعمد عن حزب العمال البريطاني ووزارة الخزانة خطرًا سياسيًا على الحكومة البريطانية.
بدورها، شددت ديزي كوبر، المتحدثة باسم حزب الديمقراطيين الليبراليين لشؤون وزارة الخزانة: "في مواجهة هذه الأرقام الصادمة، يجب على الحكومة أن تتحمل مسؤوليتها وتقوم بالشيء الصحيح - أخيرًا، يجب إلغاء خفض مدفوعات الوقود الشتوي. إن تقليص هذه المخصصات سيدفع المزيد من كبار السن الضعفاء إلى الفقر، مما يجبرهم على الاختيار بين التدفئة والطعام".