عرب لندن
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرًا حول مرشح الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، لقيادة وزارة الدفاع، بيتر هيغسيث، الذي يرفض التنوع في الجيش ويعبر عن مواقف متشددة تجاه الإسلام، داعيًا إلى "حملة صليبية" لحماية القيم "المسيحية-اليهودية". في سياق الترشح، أشارت الصحيفة إلى مواقفه المعارضة لدمج النساء والمتحولين جنسيا في الجيش، ووصفه الإسلام بأنه قوة عنف تسعى للسيطرة على أمريكا، وأكد ضرورة التصدي له بـ"حملة صليبية".
وعند مناقشة ترشيحه، ستثار هذه الآراء بين المشرعين الذين سينظرون في تعيينه في منصب يشرف على 3 ملايين عنصر عسكري ومدني، بالإضافة إلى قيادة البنتاغون والجيش الأمريكي المتنوع من حيث الجنس والعرق. بينما لم يرد هيغسيث على الصحيفة في وقت نشر التقرير، يبدو أن ترشيحه يشير إلى توجه الإدارة القادمة لمحاربة ما يسميه "اليقظة" داخل الجيش، وهو ما يعتبرونه سببًا في تراجع التجنيد وضعف الروح المعنوية.
وفي كتابه الأخير، الذي نشر قبل انتخابات 2024، دعا هيغسيث إلى إعادة تسمية وزارة الدفاع إلى "وزارة الحرب"، معتبرًا أن الجيش أصبح "أقل كفاءة" بسبب ما يراه تعاطفه مع قضايا مثل دمج النساء، معتبراً أن ذلك يشكل تهديدًا في ساحة المعركة. كما انتقد فتح الأدوار القتالية أمام النساء، مشيرًا إلى أن الفروق البيولوجية تجعل الرجال أكثر قدرة على القتال.
هيغسيث أيضًا انتقد قرارات الرئيس جو بايدن بتعيين قيادات عسكرية نسائية، مشيرًا إلى أن ذلك سيؤدي إلى تدهور فعالية الجيش. ودعا ترامب إلى إقالة الجنرال تشارلز كيو براون، رئيس الأركان المشتركة، بسبب دعمه لمبادرات التنوع في الجيش.
أفكار هيغسيث تتجاوز القضايا العسكرية إلى انتقاده للخطاب الليبرالي حول التنوع والاختلافات الثقافية في الجيش. إذ يرى أن التركيز على التنوع يضعف المؤسسة العسكرية ويخلق انقسامًا غير مبرر بين الجنود. كما عبر عن استيائه من الجهود لمعالجة التطرف المحلي في صفوف الجيش، معتبرًا أن هذه المبالغات تهدد سمعة الجيش.
فيما يتعلق بالمسلمين، هاجم هيغسيث في كتابه "الحملة الصليبية الأمريكية" الإسلام باعتباره دينًا غير سلامي، مروجًا لفكرة أن الإسلام يشكل تهديدًا ديموغرافيًا وثقافيًا للغرب. كما زعم أن المسلمين يخططون ل"غزو" أوروبا وأمريكا باستخدام تكتيكات ديموغرافية.
في كتابه، وصف هيغسيث تأثيرات الهجرة الإسلامية في أوروبا واعتبر أن الولايات المتحدة قد تواجه مصيرًا مشابهًا إذا لم تتدخل. وأضاف أن المسلمين يساهمون في زيادة معدلات المواليد في الغرب، مما يهدد "الهوية المسيحية-اليهودية" للمجتمع الأمريكي.
هذه المواقف المثيرة للجدل من هيغسيث، الذي كان في السابق معلقًا في شبكة "فوكس نيوز"، تضعه في صراع مع بعض الفئات في الجيش الأمريكي وتسلط الضوء على قضايا التنوع والهوية الثقافية داخل القوات المسلحة.
ويعد ترشيح بيتر أو بيّت هيغسيث لقيادة وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الاختيار الأكثر إثارة للدهشة، في وقت يواصل ترامب إعلان ترشيحاته للمناصب في إدارته المقبلة قبل تنصيبه في 20 يناير.