عرب لندن
أظهرت توقعات هيئة تنظيم التعليم العالي (OfS) أن ثلاثة من كل أربعة جامعات في إنجلترا ستواجه خسائر في العام المقبل في ظل الاضطرابات المالية المستمرة والأزمات التي يشهدها القطاع.
ووفقًا لمكتب الطلاب يتوقع أن يضطر القطاع إلى اتخاذ "إجراءات جريئة وتحويلية" للتعويض عن انخفاض قدره 3.4 مليار جنيه إسترليني في توقعات الدخل لعام 2025-2026، مع ضرورة تفكير الجامعات في الاندماج أو تقاسم التكاليف.
وفي هذا السياق، قال السير ديفيد بيهان، رئيس مكتب الطلاب، إن الجامعات البريطانية ستحتاج إلى المزيد من التعاون بينها، مشيرًا إلى ضرورة عدم تكرار الدورات التي تدرس في المؤسسات القريبة.
وبحسب صحيفة الغارديان "The Guardian" تأتي زيادة الرسوم الدراسية للطلاب المحليين بمقدار 285 جنيهًا لتصل إلى 9,535 جنيهًا إسترلينيًا العام المقبل، لتضيف 371 مليون جنيه إسترليني إلى الإيرادات، بينما ستؤدي الزيادة في المدفوعات الخاصة بالتأمين الوطني إلى خصم 430 مليون جنيه إسترليني.
بهذا الصدد، قالت جو جرادي، الأمينة العامة لاتحاد الجامعات والكليات إن زيادة الرسوم الدراسية التي أُعلن عنها الأسبوع الماضي لن توقف التدهور حيث يحتاج حزب العمال الآن بشكل عاجل إلى تحديد كيفية وضع القطاع على أساس مستدام من خلال توفير التمويل العام الطويل الأجل.
وأشارت سوزان لابورث، الرئيسة التنفيذية لمكتب التعليم، إن التقرير بشأن الاستدامة المالية للجامعات يوضح بشكل صارخ التحديات التي تواجهها.
وأوضحت: "أعلم أن المؤسسات تدرك تمامًا هذه المخاطر وتسعى جاهدة لمعالجتها. إن سوق التوظيف التنافسي للطلاب في المملكة المتحدة يعني أن بعض الجامعات ستخسر وستحتاج إلى تحديث خططها. وستكون جميع المؤسسات على دراية بتأثير الانخفاض الحاد في طلبات التأشيرة للطلاب الدوليين".
بدورها، قالت بريدجيت فيليبسون، وزيرة التعليم: "يُظهر هذا التقرير بالضبط لماذا كانت الزيادة في الرسوم الدراسية وحزمة الإصلاحات التي أعلنت عنها الأسبوع الماضي ضرورية للغاية. إن الوضع المزري الذي ورثناه يعني أن هذه الحكومة يجب أن تتخذ قرارات صعبة لوضع الجامعات على أساس مالي أكثر ثباتًا، حتى تتمكن من توفير المزيد من الفرص للطلاب والنمو لاقتصادنا.
وأضافت: "لقد طلبت من مكتب الطلاب إعادة تركيز جهودهم على مراقبة الاستدامة المالية في الصيف. تظهر هذه النتائج لماذا كان ذلك ضروريًا، ولماذا يجب على الجامعات بذل المزيد من الجهود لجعل شؤونها المالية تعمل بشكل جيد".
جدير بالذكر أن الأرقام التي نشرتها وزارة الداخلية يوم الخميس تظهر انخفاضًا بنسبة 16٪ في عدد تأشيرات الدراسة الصادرة هذا العام، مقارنة بنفس الفترة في عام 2023، في حين قال مكتب الطلاب إن أعداد الطلاب الجامعيين في المملكة المتحدة من المرجح أن تكون "أقل بكثير" من التوقعات.
كما تشير نماذج الهيئة التنظيمية إلى أن 72% من مقدمي التعليم العالي قد يعانون من عجز بحلول عام 2025-2026، في حين أن 40% منهم سيكون لديهم أقل من 30 يومًا من السيولة النقدية في متناول اليد. خلص مكتب التعليم العالي إلى أن هذه الصورة ستكون مصدر قلق كبير للجامعات والكليات، وكذلك لطلابها.
قال نيك هيلمان، مدير معهد سياسة التعليم العالي: “غالبًا ما يُقال إن الجامعات كانت تبالغ في تقدير حجم مشاكلها المالية. وتثبت هذه الأرقام العكس. بعبارة أخرى، كانت توقعات الجامعات متفائلة للغاية والواقع بدأ الآن في التأثير”.
كذلك ترى فيفيان ستيرن، الرئيسة التنفيذية لمجموعة جامعات المملكة المتحدة التي تمثل نواب رؤساء الجامعات إن التحليل الجديد من (OfS) يظهر حجم التحدي، ووصفته بأنه خطير ومقلق.