عرب لندن
اعترفت هيئة الخدمات الصحية الوطنية ”NHS“ بتبديل طفلتين حديثتي الولادة في المستشفى قبل 57 عامًا، في أول حادثة موثقة من نوعها.
وبحسب ما ذكرته صحيفة التليغراف ”Telegraph“ تعود الواقعة إلى الستينيات عندما أُرسلت الطفلتان إلى منازل خاطئة في منطقة ميدلاندز الغربية. بعد مرور أكثر من نصف قرن، اكتشفت إحدى العائلتين هذا الخطأ من خلال اختبار DNA، ولا تزالان حتى الآن بانتظار التعويض من ” NHS“ بعد اعترافها بالمسؤولية.
واكتشف الخطأ عندما أجرى توني، البالغ من العمر 67 عامًا، اختبار DNA عبر موقع "Ancestry" في عام 2021، كان قد تلقاه كهدية لعيد الميلاد. وكشفت نتائج الاختبار أن المرأة التي نشأ معها وتربّى على أنها شقيقته ليست شقيقته البيولوجية، بل ظهرت امرأة أخرى تُدعى "كلير" (اسم مستعار) كأخته البيولوجية الكاملة.
وبدورها، كانت كلير قد خضعت لاختبار مماثل هدية من ابنها، والذي بيّن عدم وجود صلة جينية بوالديها. وتواصل توني مع كلير عبر الموقع، ليكتشفا أنهما وُلدا في نفس المستشفى وفي الفترة نفسها.
وبعد التواصل مع مؤسسة NHS المسؤولة عن المستشفى، اعترفت المؤسسة بالمسؤولية القانونية عن الحادثة. ومع ذلك، لم تُسَلَّم العائلتان التعويضات رغم مرور عامين ونصف منذ بداية الإجراءات القانونية.
وأكدت كلير في تصريح لها أن هذه المفاجأة جعلتها تفهم شعورها الدائم بأنها لا تنتمي لعائلتها، قائلة: "شعرت كأنني متبناة... لا يوجد شبه بيني وبينهم، سواء في الشكل أو السمات".
وفي لقاء مؤثر بين كلير ووالدتها البيولوجية، جوان، قالت كلير: "عندما نظرت إلى عينيها، قلت: يا إلهي، نحن نمتلك نفس العيون. شعرت وكأنني أنظر في المرآة".
وأكدت "NHS Resolution"، الجهة المختصة بمعالجة الشكاوى ضد الخدمة الصحية، على اعتذارها الشديد للعائلتين، ووصفت الحادثة بأنها "خطأ فادح" له آثار طويلة الأمد. وأضافت: "نعمل عن كثب مع الفريق القانوني للعائلات للوصول إلى تعويض مناسب".
كما أوضحت كارولين ووكر، الرئيسة التنفيذية المؤقتة لمجموعة "رويال وولفرهامبتون NHS Trust"، أن المؤسسة تعمل جاهدة بالتنسيق مع "NHS Resolution" لتسريع إنهاء المطالبات، مشيرة إلى أن "الفكر مع العائلات المتضررة، ونسعى لتقديم كل الدعم المطلوب لهم خلال هذه الفترة الصعبة".
يُذكر أن الحادثة وقعت في فترة لم تكن فيها الوسائل التقنية الحالية لتتبع حديثي الولادة متاحة، إذ كان يُعتمد آنذاك على بطاقات تعريفية مكتوبة يدويًا.