عرب لندن
توصل تحليل إلى أن الأطباء يخطئون في تقدير مدة بقاء المرض المصابين بأمراض مميتة على قيد الحياة في نصف الحالات، مما يثير القلق بشأن مشروع قانون الموت الرحيم.
تسمح القوانين الجديدة، التي قدمتها عضو البرلمان عن حزب العمال، كيم ليدبيتر إلى مجلس العموما يوم الأربعاء، للمرضى المصابين بأمراض مميت طلب المساعدة الطبية لإنهاء حياتهم.
وبحسب القوانين سيتأهل فقط المرضى الذين تبقى لهم عدد محدد من الأشهر للعيش بحسب توقعات الأطباء، مع اعتبار التوقعات بين ستة أشهر وعام حاليًا كمعايير محتملة.
يأتي هذا في الوقت الذي يظهر فيه تحليل يستند إلى 16 عامًا من الأبحاث التي حصلت عليها صحيفة التلغراف "The Telegraph"، أن نصف المرضى الذين يُتوقع أن يموتوا في غضون ستة أشهر إلى سنة يتجاوزون التوقعات.
ومن بين 6495 حالة توقع فيها الأطباء أو الممرضات وفاة مريض في غضون ستة أشهر إلى عام، عاش أكثر من نصف المرضى - 3516 - أكثر من المدة المتوقعة.
وقد استخرجت البيانات بواسطة البروفيسور بادى ستون، أستاذ الرعاية التلطيفية والرعاية في نهاية الحياة في جامعة UCL، من مراجعة منهجية نشرها في مجلة BMC الطبية عام 2017.
وقام البحث بدراسة دقة "سؤال المفاجأة"، وهو أداة يستخدمها الأطباء في النظام الصحي الوطني (NHS) لتحديد ما إذا كان المريض في السنة الأخيرة من حياته.
وقد جمع البحث أكثر من 25 ألف استجابة من الأطباء على السؤال: "هل ستفاجأ إذا مات هذا المريض في الأشهر الستة إلى الاثني عشر القادمة؟"
وقد أجاب معظم الأطباء بـ"نعم"، قائلين إنهم سيكونون مفاجئين إذا مات مريضهم. وعادة ما تكون هذه الإجابة صحيحة، لأن المرضى غالبًا ما يبقون على قيد الحياة في نهاية هذه الفترة.
ومع ذلك، عندما أجاب الأطباء بـ"لا"، أي أنهم سيكونون مفاجئين إذا عاش المريض أكثر من ستة أو 12 شهرًا، خالف المريض التوقعات بنسبة 54% من الحالات.
وفي السياق، أشار البروفيسور ستون إلى أن دقة "سؤال المفاجأة" تبلغ حوالي 75% بشكل عام، بينما لا يكون دقيقًا في التنبؤ بمن سيموتون ضمن فترة زمنية محددة، وهو ما يمثل "مشكلة" إذا تم استخدامه كشرط في مشروع قانون ليدبيتر.
وقال: "الدافع الأساسي لسؤال المفاجأة كان مساعدة الطاقم الطبي في تحديد الأشخاص الذين قد يكونون في نهاية حياتهم ويحتاجون إلى دعم إضافي".
ومن جهتها، قالت البروفيسورة كاثرين سليمان، من كلية كينغز في لندن: "هذه النتائج تتماشى مع تجربتي السريرية، حيث إن تقدير مدة حياة الشخص هو أمر صعب بشكل معروف".
وأضافت: "إذا كان تقدير الحالة الصحية سيحدد ما إذا كان الشخص مؤهلاً للموت المساعد، يجب على النواب أن يأخذوا بعين الاعتبار كيفية إجراء هذا التقدير، ومن الذي سيقوم به، وما هو معدل الخطأ المحتمل".
وسيخضع مشروع القانون لقراءته الثانية في 29 نوفمبر.