عرب لندن
صوّت سائقو مترو الأنفاق في لندن لصالح الإضراب بعد رفضهم زيادة في الأجور كانت سترفع رواتبهم إلى نحو 70,000 جنيه إسترليني سنويًا لأول مرة.
وجاء هذا التصويت من أعضاء نقابة السكك الحديدية والنقل البحري (RMT) يوم الثلاثاء، مما يثير احتمال حدوث إضرابات في مترو الأنفاق في وقت لاحق من شهر أكتوبر.
كما يأتي هذا القرار بعد أن منحت الحكومة قطاعات واسعة من القطاع العام زيادات في الأجور بنسب مزدوجة الأرقام خلال الأسابيع الماضية، مما أثار تحذيرات من احتمالية زيادة الضرائب أو الاقتراض لتغطية هذه النفقات.
ومع هذا التصويت، يمكن لقادة النقابة الإعلان عن مواعيد الإضراب بإشعار لا يتجاوز أسبوعين، ومن المحتمل أن تتزامن هذه الإضرابات مع عطلة نصف الفصل الدراسي في أكتوبر واحتفالات عيد الهالوين.
بالإضافة إلى ذلك، صوت أعضاء النقابة أيضًا لصالح اتخاذ إجراءات أخرى غير الإضراب، مثل الامتناع عن العمل الإضافي.
وكان أعضاء النقابة قد رفضوا زيادة كانت سترفع رواتب سائقي مترو الأنفاق إلى أكثر من 69,600 جنيه إسترليني سنويًا.
قال ميك لينش، الأمين العام لنقابة RMT: "يرسل أعضاؤنا في مترو أنفاق لندن رسالة واضحة للإدارة بأنهم لن يقبلوا بعروض أجور غير مرضية أو بأي محاولة للتمييز بين الأعضاء في أي اتفاقية رواتب".
وأكد أن النقابة مستعدة دائمًا للبحث عن حلول للقضايا العمالية، لكن أعضاؤها لن يتسامحوا مع فرض أي اتفاقية للأجور لا تعطي الأعضاء حقوقهم بالتساوي والعدل.
وبدأ التصويت على الإضراب في أغسطس عندما اقترحت هيئة النقل في لندن (TfL) زيادة في الرواتب بنسبة 3.8% إلى جانب إصلاحات في الرواتب وشروط العمل. واعتبرت نقابة RMT في موادها الترويجية التي تحث أعضاؤها على التصويت لصالح الإضراب أن "هذا العرض للأجور خطير. إنه يهدد حقكم في أن تتفاوض نقابتكم بشأن أجوركم".
وتستعد نقابة RMT لإصدار قرارات بمنع أعضائها من العمل في ورديات إضافية أو في أيام راحتهم، ومنعهم من تدريب الموظفين الآخرين لشغل وظائف المضربين.
ومن المعروف أن جميع سائقي المترو تقريبًا يعملون ساعات إضافية، حيث حصل أحدهم على أكثر من 100,000 جنيه إسترليني في عام 2023 بفضل العمل الإضافي.
وتشير مصادر مطلعة على المفاوضات إلى أن نقطة الخلاف الرئيسية في المفاوضات كانت تتعلق بالإصلاحات في ممارسات العمل، بما في ذلك إجازة الوالدين المدفوعة.
وصرح متحدث باسم نقابة RMT بأن النقابة لم تعلن بعد عن مواعيد الإضراب، وأن التصويت على اتخاذ إجراءات صناعية جاء لأن بعض أعضائها لن يحصلوا على زيادات في الرواتب مثل الآخرين بموجب مقترحات هيئة النقل في لندن (TfL).
ووفقًا لمصادر في صحيفة "التلغراف"، فإن الاقتراح الأصلي للأجور كان سيحد من زيادة رواتب الأعضاء الأعلى دخلًا ضمن النطاقات الرواتب، حيث سيتم دفع الأموال الزائدة كعلاوة لمرة واحدة بدلاً من إضافتها إلى الرواتب الأساسية.
وقال متحدث باسم هيئة النقل في لندن: "نشعر بخيبة أمل لأن نقابة RMT قد أجرت تصويتًا لموظفي مترو أنفاق لندن بشأن الأجور وشروط العمل. لقد أجرينا عددًا من المناقشات البناءة مع النقابات العمالية وقدمنا عرضًا للأجور".
وأضاف: "ما زلنا ندرس ملاحظاتهم على العرض وسنواصل العمل مع النقابات للوصول إلى اتفاق عادل لزملائنا المجتهدين، والذي يكون أيضًا قابلًا للتحمل ويدعم لندن".
وختم المتحدث بالقول: "سيكون من مصلحة الجميع مواصلة هذه المناقشات دون التهديد بإضراب، حتى نتمكن من العمل معًا لدعم لندن والاقتصاد البريطاني الأوسع".