عرب لندن
نفت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" بشدة اتهامات بخرقها مبادئها التوجيهية أكثر من 1500 مرة في تغطيتها لحرب إسرائيل وحماس.
وجاءت هذه الادعاءات في تقرير أعده المحامي تريفور أسيرسون، حيث زعم التقرير أن بعض مراسلي "بي بي سي" قد قدموا تبريرات أو قللوا من أهمية أنشطة حماس، وأن بعض المساهمين الذين استعانت بهم الهيئة كانوا متعاطفين مع الجماعة.
أجرى فريق أسيرسون تحليلًا لتغطية "بي بي سي" للأحداث خلال الأشهر الأربعة التي تلت مجزرة 7 أكتوبر، حيث زُعم أن حماس قتلت حوالي 1200 إسرائيليًا وأخذت 250 رهينة. ووجد الباحثون أن إسرائيل كانت مرتبطة بمصطلح "جرائم حرب" أربع مرات أكثر، وبمصطلح "إبادة جماعية" أكثر من 14 مرة مقارنة بحماس في تغطية "بي بي سي". وخلص التقرير إلى وجود 1553 خرقًا لمبادئ التحرير الخاصة بالحياد والعدالة والتحقيق في الحقيقة.
وقال التقرير: "تُظهر النتائج نمطًا مقلقًا للغاية من التحيز وخرقات متعددة لمبادئ "بي بي سي" التحريرية المتعلقة بالحياد والإنصاف وإثبات الحقيقة".
من جهته، قال متحدث باسم "بي بي سي" إن المؤسسة ستدرس بعناية البحث، لكنها نفت مزاعم التحيز وطرحت تساؤلات حول منهجية الباحثين. وقد استعانت الدراسة بمحامين وعلماء بيانات واستخدمت أدوات الذكاء الاصطناعي لتحليل 9 ملايين كلمة من محتوى "بي بي سي".
وأكد المتحدث باسم "بي بي سي": "لدينا تساؤلات جدية حول منهجية هذا التقرير، خاصة اعتماده الكبير على الذكاء الاصطناعي لتحليل الحياد، وتفسيره للمبادئ التحريرية للهيئة. لا نعتقد أنه يمكن تقييم التغطية بمجرد عدّ كلمات معينة بمعزل عن السياق".
وأضاف المتحدث أن "بي بي سي" تعتقد أن مراسليها يحققون الحياد "رغم الطبيعة المعقدة والصعبة والمثيرة للانقسام لهذا الصراع". وأكد قائلاً: "نرفض بشدة الادعاءات بأن مراسلينا 'احتفلوا بأعمال الإرهاب'، كما نرفض الهجوم على أفراد معينين من موظفي "بي بي سي"، فجميعهم يعملون وفق نفس المبادئ التحريرية".
في المقابل، أشار تريفور أسيرسون إلى أن "بي بي سي" أظهرت "انحيازًا واضحًا لطرف واحد"، مشيرًا إلى أن هذا الانحياز كان أكثر وضوحًا في المحتوى العربي لهيئة الإذاعة البريطانية.
من المقرر نشر التقرير الكامل يوم الاثنين بالتعاون مع حملة معايير الإعلام. وقد تم تنفيذ الجزء الأكبر من البحث بشكل مجاني من قبل مكتب أسيرسون للمحاماة، الذي له فروع في المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، وإسرائيل.
دعت الجمعية الوطنية اليهودية وحملة مكافحة معاداة السامية إلى إجراء مراجعة مستقلة لتغطية "بي بي سي" للصراع. وأعرب غيديون فالتر، الرئيس التنفيذي لحملة مكافحة معاداة السامية، عن رأيه قائلاً: "إن تحيز "بي بي سي" الأيديولوجي بات واضحًا بشكل مخزٍ".
على صعيد آخر، أظهرت أبحاث حديثة أجراها الأكاديميان مايك بيري من جامعة كارديف وغريغ فيلو من جامعة غلاسكو أن حجج إسرائيل كانت تُعطى أولوية أكبر من حجج الفلسطينيين في تغطية "بي بي سي". فقد وجدوا في دراسة لتغطية أربعة أسابيع من نشرة "بي بي سي" One بعد مجزرة 7 أكتوبر أن مصطلح "قتل" أو كلمات مرتبطة بالقتل تم استخدامها 52 مرة للإشارة إلى مقتل إسرائيليين، بينما لم تُستخدم هذه الكلمات على الإطلاق للإشارة إلى مقتل فلسطينيين.
وقد اعتذرت "بي بي سي" في أكتوبر الماضي بعد أن وصف أحد مقدميها المتظاهرين المؤيدين لفلسطين بأنهم يعبرون عن "دعمهم لحماس".