عرب لندن
ينتمي ديفيد لامي، الذي صار وزيرا للخارجية في حكومة كير ستارمر، إلى حزب العمال البريطاني، ويمثل دائرة توتنهام في البرلمان البريطاني منذ عام 2000. ويتميز بسيرته الذاتية الغنية وإنجازاته المتعددة في مجالات حقوق الإنسان والمساواة والعدالة الاجتماعية، ولاسيما الدفاع عن الأقليات، وأيضا عن قضية فلسطين.
ولد ديفيد لامي في 19 يوليو 1972 في منطقة توتنهام، لندن، لعائلة من أصول غيانية. تربى في بيئة متواضعة وسط تحديات اجتماعية واقتصادية. حصل لامي على تعليمه في جامعة سواس (School of Oriental and African Studies) في لندن، حيث درس القانون، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة لمتابعة دراساته العليا في جامعة هارفارد، ليصبح أول برلماني بريطاني من أصل أفريقي يتخرج من هذه الجامعة المرموقة.
بدأ لامي مسيرته المهنية كمحامٍ قبل أن يدخل إلى عالم السياسة. في عام 2000، تم انتخابه كعضو في البرلمان عن حزب العمال لدائرة توتنهام، ليصبح أحد أصغر الأعضاء في تاريخ البرلمان البريطاني. منذ دخوله إلى البرلمان، كرّس لامي جهوده للدفاع عن حقوق الأقليات والمهمشين، وعمل بلا كلل لتحسين ظروف المعيشة في منطقته وفي جميع أنحاء البلاد.
لامي ليس مجرد سياسي، بل هو ناشط حقوقي ملتزم بقضايا العدالة والمساواة. لقد قاد حملات عديدة ضد التمييز العنصري والتهميش الاجتماعي. أحد أبرز إنجازاته هو تقرير لامي الذي صدر في عام 2017، والذي قدم فيه تحليلاً شاملاً عن التمييز العنصري في نظام العدالة الجنائية البريطاني. قدم التقرير توصيات ملموسة للحكومة لتحسين العدالة الجنائية وضمان معاملة عادلة للجميع بغض النظر عن خلفياتهم العرقية أو الاجتماعية.
لامي معروف بمواقفه الشجاعة والجريئة. خلال أعمال الشغب في توتنهام عام 2011، أظهر لامي قيادة قوية ودعوة للهدوء والحوار. كما أنه كان من أبرز المنتقدين لسياسات التقشف التي اتبعتها الحكومات المتعاقبة، مشيراً إلى تأثيرها السلبي على الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع.
يعرف ديفيد لامي بحضوره الإعلامي القوي وقدرته على التواصل مع الجمهور عبر منصات التواصل الاجتماعي. يستخدم لامي تويتر وفيسبوك لنقل رسائله والدعوة إلى التغيير الاجتماعي والسياسي. يتابع الآلاف من الناس لامي على هذه المنصات، حيث يعبر بانتظام عن آرائه حول قضايا الساعة ويشارك بأحداث حياته اليومية وأنشطته البرلمانية.
في ما يتصل بالقضية الفلسطينية، يسجل للامي موقفه من إعلان الدولة الفلسطينية، من خلال تغريدة نشرها عبر حسابه الرسمي بمنصة "إكس" يوم 28 يونيو 2024. وهو ما أكده وزيرا للخارجية، حين قال: "إن حزب العمال ملتزم بالاعتراف بفلسطين؛ كمساهمة في عملية السلام، والهدف النهائي المتمثل في حل الدولتين".
وأكد لامي أنه "لا تملك أي دولة حق النقض على اعتراف المملكة المتحدة"، مضيفا "كلما أسرعنا في التوصل إلى وقف لإطلاق النار؛ كلما أمكن البدء في عملية سياسية يعترف بموجبها حزب العمال بفلسطين بشكل أسرع".
ورغم التحديات العديدة التي واجهها خلال مسيرته، يظل ديفيد لامي متفائلاً بالمستقبل. يؤمن بأن التغيير الحقيقي يأتي من القاعدة وأن العمل المستمر والتفاني يمكن أن يحدث فرقاً. يواصل لامي نضاله من أجل مجتمعه ومن أجل بريطانيا أكثر عدالة وإنصافاً.
ويعد ديفيد لامي مثالاً يحتذى به في القيادة والالتزام بالقيم الإنسانية. من خلال عمله الدؤوب ونشاطه الحقوقي، أثبت لامي أن السياسة يمكن أن تكون أداة للتغيير الإيجابي. في عالم مليء بالتحديات والانقسامات، يظل صوت لامي داعياً للوحدة والعدالة، ومثالاً مشرفاً للنضال من أجل حقوق الجميع.