عرب لندن
شارك أكثر من ألف مواطن إسباني في مظاهرة احتجاجا على السياحة في مينوركا، وسط غضب متأجج من "الاكتظاظ" السكاني الذي يغذيه "السياح البريطانيين المخمورين"، بحسب ما نقلت "الديلي ميل".
وأخذت المظاهرة في ساحة "بلازا دي لا بيوسفيرا"، أمام مبنى مجلس المدينة، اتجاها ساخرا حيث قام المواطنون بجلب كراسي الشاطئ والمناشف والمظلات الشمسية، كتعبير عما يحدث خلال الصيف.
وقبل الاحتجاج الذي نُظم يوم الأحد من قِبَل جمعية علماء البيئة، انتقدت الأخيرة ما أسمته بـ "السياحة الاستعمارية"، مشيرة بشكل خاص إلى أماكن الإقامة على طراز تطبيق "Airbnb"، والتي أدت إلى تقلص المساكن ذات الأسعار المعقولة.
وقالت الجمعية أن السياحة في مينوركا بدأت بالزيادة على مدار السنوات وأصبح "الازدحام يزيد سوءا".
وأضافت: لقد اكتسحت السياحة الاستعمارية على المزيد من الأرض، أولاً الساحل، ثم الريف، ثم المدن، والآن منازلنا أيضا".
وفي الاحتجاج حمل السكان المحليون لافتات تحمل رسائل غاضبة باللغة الكاتالونية مثل: "من يحب مينوركا لا يبيعها".
وقال آخر: "لا أستطيع السباحة في البحر لأنه مكتظ بالقوارب".
وقال أحد السكان المحليين، باو ماركيز، الذي ظهر بملابس السباحة تحت رداء المنتجع الصحي على طراز الفنادق: "اليوم نحن نرتدي ملابس السائحين، لعلهم يستمعون إلينا".
وأصر المتحدث باسم جمعية علماء البيئة، ميكيل كامبس، على أن المتظاهرين لم يكونوا "مناهضين للسياحة".
وقال: "لن نجلس مكتوفي الأيدي ولا نفعل شيئًا طالما ساستنا قادرين على كبح جماح التشبع السياحي".
في الشهر الماضي، أفيد أن سكان مينوركا الغاضبين الذين يعيشون في قرية منتجعية تعرف باسم "ميكونوس إسبانيا" قد أغلقوا شوارعهم بالسلاسل في أحدث محاولة لمنع المصطافين من التطفل على ممتلكاتهم الخاصة.
كما قال أصحاب المنازل البالغ عددهم 200 شخص في بينيبيكا فيل، التي تقع جنوب جزيرة مينوركا، إنهم لا يريدون أي زوار قبل الساعة 11 صباحًا أو بعد الساعة 8 مساءً.
وتم تعليق لافتات مناهضة للسياحة مربوطة بحبال وسلاسل سميكة في جميع أنحاء منطقة العطلات.
ولطالما اشتكى السكان المحليون هناك من عدم احترام السائحين لمنازلهم من خلال تسلق السلالم وتسلق الشرفات الخاصة وحتى دخول مداخل منازل السكان المحليين أثناء بحثهم عن أماكن مثالية لالتقاط الصور.
وبحسب المعهد الوطني للإحصاء، فإن إسبانيا، الوجهة السياحية العالمية الثانية بعد فرنسا، استقبلت 85 مليون زائر أجنبي في عام 2023، ومن بينهم، وصل 14.4 مليون شخص إلى جزر البليار، التي تعد مايوركا الجزيرة الرئيسية فيها، تليها مينوركا وإيبيزا.
وكانت جزر البليار هي المنطقة الثانية في إسبانيا التي استقبلت أكبر عدد من السياح الأجانب في عام 2023، بعد كاتالونيا، بـ 18 مليونًا.
ويحتل مطار بالما دي مايوركا المركز الثالث في إسبانيا من حيث عدد الركاب وفي عام 2023 مر عبره 31 مليون مسافر، بحسب بيانات إدارة المطار الإسباني AENA.