عرب لندن
قال المتحف البريطاني إنه سيعوض مشتري القطع الأثرية المفقودة من مجموعته بمبلغ مالي، حيث كشف المتحف في أغسطس من العام الماضي عن فقدان وسرقة وتلف أكثر من ألف قطعة من المتحف وفُصل أحد الموظفين على إثرها وبدأت الإجراءات المدنية ضد أمين المعرض السابق الدكتور بيتر هيجز في مارس/آذار فيما يتعلق بالقطع المفقودة.
فيما ذكرت وثائق المحكمة أن صاحب العمل السابق يعتقد أن الدكتور هيجز حصل على ما يقدر بنحو 100 ألف جنيه إسترليني من سرقة القطع الأثرية وإتلافها وصهرها وبيعها، وفقًا لتحقيق أجرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). فيما نفى وينفي الدكتور هيغز هذه الاتهامات ويدافع عن القضية المرفوعة ضده.
وأكد متحدث باسم المتحف يوم أمس، لتلغراف "The Telegraph" أنه وضع خطة تعويض للأشخاص الذين اشتروا القطع الأثرية وبين أن التعويض سيتم على أساس كل حالة على حدة. وبين أن الأموال المرصودة جمعت من المتحف خيصاً لهذا الغرض ولن تأتي من الأموال العامة.
وفي ذات الوقت أكد المتحدث أنه لم يتلق أي من أصحاب المطالبات مدفوعات حتى الآن، وقال: "هذا المخطط قائم، وقد تم إعداده، ومن المرجح أن يتم الإبلاغ عن كل ذلك في فترة إعداد التقارير المالية التالية"، ومن المفهوم أيضًا أن العديد من مشتري العناصر المفقودة المشتبه فيها دفعوا مبالغ صغيرة نسبيًا مقابلها.
ومن بين ما يقدر بنحو 1500 قطعة أثرية مسروقة أو مفقودة، استعاد المتحف البريطاني حتى الآن 626 قطعة، وتم تحديد موقع مائة أخرى ولكن لم يتم إعادتها بعد إلى المؤسسة.
جاء هذا الإعلان بعد أن كشفت بي بي سي أن مكتب التحقيقات الفيدرالي يحقق في المبيعات المشتبه بها للقطع الأثرية المفقودة لمشترين أمريكيين.
وقال أحد المشترين المقيمين في نيو أورليانز للإذاعة إن أحد عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي اتصل به بشأن عمليتي شراء قام بها على موقع المزاد عبر الإنترنت eBay - جوهرة جمشت “حجر كريم”.
وقال المشتري بدوره، تونيو بيربيجليا، لبي بي سي إنه اشترى الأحجار الكريمة من مستخدم لموقع eBay يُدعى Sultan1966، وهو حساب يدعي المتحف أن الدكتور هيجز اعترف بأنه ملك له، وفقًا لوثائق المحكمة.
ولكن لم يتم فحص العناصر من قبل المتحف البريطاني، لذلك ليس من المعروف بعد ما إذا كانت جزءًا من مجموعته.
جدير بالذكر أن جزء من المشكلة التي يواجهها المتحف والمحققون هو أن الغالبية العظمى من العناصر المعنية لم تكن مفهرسة، حيث لا يزال المتحف يبحث عن طرق لإثبات أن بعض القطع الأثرية كانت جزءًا من مجموعته وفي بعض الحالات، يتضمن ذلك تبرع هواة جمع القطع الأثرية للمتحف حتى يتمكن الموظفون من تقييمها.