عرب لندن - فاطمة الرمحي
عادت وزيرة الداخلية البريطانية المقالة من منصبها سويلا برافرمان، والمعروفة بمعاداتها للإسلام إلى الواجهة، بعد أن كشفت صحيفة الإندبندنت "Independent" معلومات تفيد بارتباطها في قضية المدرسة البريطانية التي حظرت طقوس الصلاة داخل مبانيها.
حيث تبين أن هناك شراكة بين مديرة المدرسة كاثرين بيربالسينغ، وبرافرمان، حيث أسستا معاً هذه المدرسة التي تتبنى سياسية عدم المجاهرة بالطقوس الدينية كما تقول الصحف البريطانية.
وبدوها أشادت مديرة مدرسة ميكايلا المجتمعية في شمال لندن، بحكم المحكمة العليا، الذي دعم حق المدرسة في حظر طقوس الصلاة في الملعب.
وقالت بيربالسينغ، "يمكن اعتبار حكم المحكمة "انتصارًا لجميع المدارس". وجاء ذلك بعد أن رفض القاضي ادعاء تلميذة مسلمة بأن هذه السياسة تتعارض مع حقوقها في الحرية الدينية.
وقالت التلميذة، التي لم تذكر اسمها، "إن هذه السياسة تمييزية، وتؤثر "بشكل فريد" على عقيدتها بسبب طبيعتها الشعائرية".
إلا أنه وفي حكم مكتوب من 83 صفحة صدر يوم الثلاثاء الماضي، بعد جلسة استماع استمرت يومين في يناير/كانون الثاني، رفض القاضي ليندن حجج التلميذة ودعم قرار المدرسة، التي قالت "إن سياستها مبررة بعد أن واجهت تهديدات بالقتل والقنابل مرتبطة بشعائرها الدينية".
وأكدت بيربالسينغ، أنه يجب أن تكون المدرسة حرة في فعل ما هو مناسب للتلاميذ الذين تخدمهم. وقالت: "بالتالي فإن قرار المحكمة يعد انتصارًا لجميع المدارس". وأضافت: "لا ينبغي إجبار المدارس من قبل طفلة ووالدتها على تغيير نهجها لمجرد أنهما قررا أنهما لا يحبان شيئًا ما في المدرسة".
وقالت جيليان كيجان، وزيرة التعليم، إن الحكم في هذه القضية، والذي قُدِّر أنه كلف دافعي الضرائب ما لا يقل عن 500 ألف جنيه إسترليني، يجب أن يمنح جميع قادة المدارس الثقة باتخاذ القرار الصحيح لمدرستهم.
وفي الوقت نفسه، قال النشطاء العلمانيون إن الحكم بمثابة تذكير بأن ادعاءات الحرية الدينية "لا تتفوق على جميع الاعتبارات الأخرى".
وبدورها قالت التلميذة التي رفعت الطعن القانوني في بيان قدمته شركة المحاماة سيمبسون ميلار: "أشعر بخيبة أمل شديدة؛ لأن القاضي لم يتفق معي". "كما هو منصوص عليه في الحكم، أنا لا أوافق على أنه سيكون من الصعب جدًا على المدرسة استيعاب التلاميذ الذين يرغبون في الصلاة في استراحة الغداء".
وأضافت: "على الرغم من خسارتي، ما زلت أشعر أنني فعلت الشيء الصحيح في سعيي لتحدي الحظر. لقد بذلت قصارى جهدي، وكنت صادقًا مع نفسي وديني”.
وبدورها قالت برافرمان: "كانت مدرسة ميكايلا دائمًا تعطي الأولوية للإنجاز العالي. وأنا أعلم مدى الجهد الذي بذلته بيربالسينغ لإنجاحها منذ الأيام الأولى عندما شاركت في المساعدة على إنشاء المدرسة كرئيسة للمحافظين.
وأضافت: "هذا انتصار للأطفال وأولياء أمورهم الذين يريدون لهم أن يعيشوا حياة تعليمية سعيدة وناجحة".
وفي مارس من العام الماضي، فُرِض حظر على أداء الصلاة في ساحة المدرسة بعد أن قام 30 تلميذًا مسلمًا بأداء الصلاة هناك. أكدت المحكمة أن السبب وراء فرض هذه القواعد كانت المخاوف من "التحول الثقافي" نحو "الفصل بين المجموعات الدينية" وما تسببه من "أنماط الترهيب" داخل مجموعة الطلاب.