حازم المنجد-عرب لندن
ندد ناشطون بريطانيون، خلال وقفة احتجاجية شهدتها العاصمة لندن، مساء الخميس، أمام مقر رئيس الوزراء ريتشي سوناك في 10 داونينغ ستريت، بوحشية سياسة العقاب الجماعي المفروضة على أهالي غزة من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي، وسط إصرارها على استخدام سلاح التجويع المميت إلى جانب القصف والقتل والتهجير، كاجراء انتقامي ضد المدنيين، على الرغم من حلول شهر رمضان المبارك، مطالبين بوقف فوري لإطلاق النار، وفك الحصار الخانق على القطاع، وفتح المعابر البرية بشكل عاجل، والسماح بتدفق قوافل الإغاثة الإنسانية والطبية المتكدسة على حدود رفح منذ بدء العدوان على غزة.
كما أدان المحتجون موقف حكومة بلادهم، ومواقف المجتمع الدولي برمته، المتراوحة بين الدعم والتواطؤ مع جرائم اليمين المتطرف في إسرائيل من جهة، وبين غض الطرف والتزام الصمت حيال استمرار عملية الابادة الجماعية التي ترتكب بحق الفلسطينيين دون تحريك أي ساكن من جهة أخرى، وطالبوا تلك الحكومات بالتحرك الفوري والجاد من أجل الحفاظ على ارواح المدنيين ووضع حد لسفك الدماء واستمرار المعاناة الإنسانية التي يعيشون في ظلها، بعدما دمر جيش الاحتلال معظم التجمعات السكنية والبنى التحتية للقطاع بشكل ممنهج، وحوله لمجرد جبل ركام غير صالح للحياة.
وقد رفع المشاركون في الوقفة، بعض الأواني وأطباق الطعام الفارغة، كتعبير رمزي عن السخط والغضب الذي يتملكهم إزاء قسوة مشاهد دفع المدنيين نحو الموت جوعا، لاسيما الأطفال، حيث استشهد عدد كبير منهم نتيجة سوء التغذية والجفاف وندرة المواد والمستلزمات الضرورية للعيش، معتبرين ما تقوم به قوات الاحتلال من استهداف متعمد لشاحنات ومنتظري المساعدات ومراكز توزيعها التابعة للأمم المتحدة، جريمة حرب، وانتهاكٍ جسيم للقوانين الدولية واتفاقية جنيف، وأن تصرفات إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ولجوء الولايات المتحدة وغيرها من الدول، إسقاط كميات ضئيلة من المساعدات جوا لأكثر من 2.5 مليون شخص يبحثون عن ما يسد رمقهم، هو استكمال لحرب الابادة وحملات التجويع التي تشن ضد المدنيين، وتعدٍ واضحٍ على أبسط حقوق الإنسان، وامتهانٌ لأدنى مستويات الكرامة البشرية على مر العصور، ويشكل وصمة عار على جبين تلك الدول والإنسانية جمعاء، وفقاً للشعارات التي رددها المتظاهرون.
وقد شهدت الوقفة، رفع آذان المغرب، وأدى البعض الصلاة جماعة، وجرى تقديم وجبات إفطار للصائمين وغير الصائمين وسط أجواء رمضانية، للتأكيد على قيم التسامح والتآخي بين المسلمين وباقي الثقافات التي تميز المجتمع البريطاني من ناحية التنوع والتعدد.