الجوع يجتاح بريطانيا: 15% من الأسر البريطانية عانت من الجوع الشهر الماضي

عرب لندن 

أظهرت أحدث البيانات أن 15% من الأسر البريطانية عانت الجوع الشهر الماضي، حيث يعاني الملايين من الأشخاص - بما في ذلك واحدة من كل خمس أسر لديها أطفال - من الجوع أو تفويت وجبات الطعام في الأسابيع الأخيرة؛ لأنهم لم يتمكنوا من شراء البقالة بانتظام.

وبحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان "The Guardian" وفقًا لمتتبع مؤسسة الغذاء، فإن 15% من الأسر في المملكة المتحدة - ما يعادل حوالي 8 ملايين بالغ و 3 ملايين طفل - واجهوا عدم الأمان الغذائي في يناير، مع استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتأثيرها في جيوب الأسر ذات الدخل المنخفض.

وحذر الخبراء من أن استمرار عدم الأمان الغذائي بين الأسر ذات الدخل المنخفض سيتسبب في "طوارئ صحية" ستؤدي إلى زيادة انتشار الحالات المرتبطة بسوء التغذية، مثل سوء التغذية والهشاشة العظمية.

وأفادت تقارير أن ما يقرب من ثلثي الأسر التي تعاني عدم الأمان الغذائي أبلغت عن شراء أقل للفاكهة، حيث قللت 44% من الأسر من شراء الخضروات، بينما يعانون تكاليف العيش المستمرة.

 وعلى العكس من ذلك، لم يقم سوى 11% من الأسر التي تعاني الأمان الغذائي بشراء أقل للفاكهة و6% اشتروا أقل من الخضروات.

ورغم أن المؤسسة سبق وأن أفادت بأن كمية الخضروات التي يشتريها الأشخاص في المملكة المتحدة قد انخفضت إلى أدنى مستوى في 50 عامًا، فإن بيانات المتتبع الأخيرة تظهر أن الوضع أسوأ بكثير بالنسبة للأسر ذات الدخل المنخفض.

وفي سياق متصل أشارت بيانات تابعة للصحة، أن النظام الصحي الوطني قد سجل زيادة في القبول في المستشفيات؛ بسبب نقص العناصر الغذائية، قالت مؤسسة الغذاء "Food Foundation" إن انخفاض استهلاك الفاكهة والخضروات بين الفقراء من المرجح أن يوسع الفجوات الصحية، ويضع ضغطًا إضافيًا على النظام الصحي الوطني.

وعلى الرغم من أن التضخم قد انخفض في الأشهر الأخيرة، إلا أن أسعار المواد الغذائية ظلت مرتفعة، وفقًا لما ذكرته المؤسسة. فقد ارتفعت أسعار سلة الطعام الأسبوعية "بتكلفة معقولة وغذائية كافية" بنسبة 24-26% خلال السنتين الماضيتين، وفقًا للمؤسسة.

وفقًا لأحدث بيانات مؤسسة الغذاء، أبلغ 45% من الأسر الحاصلة على الدعم العالمي - الإعانة الرئيسية للدخل المنخفض - عن تعرضهم لعدم الأمان الغذائي. وقالت المؤسسة إنه يجب أن يكون جميع الأطفال في الأسر التي تتلقى الدعم العالمي مؤهلين تلقائيًا للحصول على وجبات مدرسية مجانية.

وقال الخبير في الصحة العامة والأستاذ في علم الوبائيات في كلية لندن الجامعية، مايكل مارموت: "لا توجد احتياجات أقل أساسية من الطعام الغذائي الغني لك ولأطفالك".

وأضاف: "في المملكة المتحدة في عام 2024، لا يمكن لواحد من كل خمس أسر ذات أطفال أن يلبي تلك الحاجة الأساسية.. هم ببساطة فقراء جدا؛ وكلما كانوا أكثر فقراً كانوا أقل قدرة على تلبية تلك الحاجة".

وقال متحدث باسم الحكومة: "ندرك الضغوط التي يواجهها الناس، ولهذا نقدم 104 مليارات جنيه إسترليني في دعم تكاليف المعيشة يبلغ متوسطة 3.700 جنيه إسترليني لكل أسرة، بينما تساعد برامجنا الغذائية الصحية أكثر من 3 ملايين طفل".