عرب لندن
ذكر تقرير نشرته شبكة سكاي نيوز البريطانية، أن شركة ماكدونالدز أعلنت عن أول انخفاض فصلي في مبيعاتها منذ ما يقرب من أربع سنوات، وسط مقاطعة العملاء المرتبطة بالحرب التي تشنها إسرائيل على غزة.
واستهدف الناشطون شركة الوجبات السريعة، بعد أن أعلنت شركة ماكدونالدز إسرائيل العام الماضي أنها تبرعت بآلاف الوجبات المجانية، لجنود الجيش الإسرائيلي الذي يشن حربًا واسعة على غزة، كما تعرضت سلسلة مقاهي ستاربكس لمقاطعة مماثلة.
وقالت شركة الوجبات السريعة أن نمو المبيعات لهذه الفترة في قسمها بما في ذلك الشرق الأوسط والصين والهند بلغ 0.7٪، وهو أقل بكثير من توقعات السوق البالغة 5.5٪، وفقًا لبيانات مجموعة بورصة لندن.
ويأتي ذلك بعد اندلاع حملات واسعة في أكتوبر الماضي، عندما أعلنت شركة ماكدونالدز إسرائيل أنها تبرعت بآلاف الوجبات المجانية، لقوات الجيش الإسرائيلي المشاركة في الحرب على غزة.
وأثارت هذه الخطوة ردود فعل غاضبة، من منتقدي حرب الإبادة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في غزة، والتي تضمنت دعوات لمقاطعة السلسلة.
وضربت حملات مقاطعة مماثلة علامات تجارية أخرى بما في ذلك زارا وستاربكس، اللتين خالفتا توقعات السوق وخفضتا توقعات مبيعاتهما السنوية الأسبوع الماضي.
وفي تحديث للتداول يوم الاثنين، قالت ماكدونالدز أن الأرقام الخاصة بقسم الأسواق التنموية الدولية المرخصة، والتي تغطي الفترة من أكتوبر إلى نهاية ديسمبر كانت إيجابية، باستثناء منطقة الشرق الأوسط التي تأثرت بالحرب على غزة، بينما شكل هذا القسم حوالي 10% من إجمالي إيرادات الشركة العام الماضي، لكن إجمالي مبيعات المتاجر العالمية كانت أيضًا أقل من التوقعات، حيث ارتفعت بنسبة 3.4٪ في نفس الربع، وهو أقل بكثير من توقعات المحللين البالغة 4.9٪.
وحرص المقر الرئيسي للشركة في الولايات المتحدة على الابتعاد عن الجدل، حيث أكدت مصادر العام الماضي، أن امتيازات الشركة في بلدان أخرى هي شركات مستقلة ومرخصة تحت العلامة التجارية لماكدونالدز.
وكشف الرئيس التنفيذي لشركة ماكدونالدز كريس كيمبكزينسكي لأول مرة الشهر الماضي، أن الشركة عانت من تأثر تجاري كبير بسبب الحرب.
وأضاف: "اللوم يقع على الحرب على غزة والمعلومات المضللة المرتبطة بها، نحن نكره العنف من أي نوع، ونقف بحزم ضد خطاب الكراهية، وسنفتح أبوابنا دائمًا بفخر للجميع".
وكشف الخلاف أيضًا عن التوترات بين امتيازات ماكدونالدز في الدول الأخرى، وأصدرت فروع الشركة في المملكة العربية السعودية وعمان والكويت والإمارات العربية المتحدة والأردن وتركيا، بيانات تنأى بنفسها عن ماكدونالدز في إسرائيل، وتعهد العديد منها بتقديم المساعدات لغزة.
وفي العام الماضي ألقت شركة ماكدونالدز الماليزية باللوم على مقاطعة النشطاء المؤيدين لفلسطين في انخفاض أرباحها، وهو ما قالت أنه أدى إلى إغلاقات وخفض الوظائف، في حين أعلن صاحب الامتياز الهندي للشركة أيضًا عن أول انخفاض في إيراداته منذ ثلاث سنوات.
ومع ذلك، خلال عام 2023 ككل، أعلنت ماكدونالدز عن نمو في المبيعات العالمية بنسبة 9٪ وإيرادات تقارب 25 مليار دولار، أي ما يعادل "20 مليار جنيه إسترليني"، بزيادة قدرها 10٪.
وأرجعت الشركة هذا الأداء إلى عوامل من بينها، الزيادات الإستراتيجية في أسعار القائمة في الولايات المتحدة والتسويق الفيروسي، مثل مخفوق الحليب "Grimace Shake"، الذي أثبت شعبيته على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكنه غير متوفر حاليًا في المملكة المتحدة، ومع ذلك، أعرب المعلقون عن قلقهم بشأن تلك النتائج.
وقال بريان مولبيري، مدير محفظة العملاء في شركة "Zacks Investment Management"، التي تمتلك أسهم ماكدونالدز: "إن تأثيرات الحرب على استمرارية الأرباح ستكون مصدر قلقنا الأكبر، يبدو أن هذه ستكون مشكلة ستستمر بعد الربع القادم، أو ربما حتى الربعين المقبلين".
وقال المحلل جوشوا لونج، من ستيفنز، أن الأمر سيستغرق بعض الوقت حتى تتعافى النتائج في الشرق الأوسط، لكنه لا يزال متفائلا بشأن أسهم ماكدونالدز، واصفًا إياها بأنها واحدة من أفضل العلامات التجارية التي يمكنها التغلب على الأوقات الصعبة.
وانخفضت أسهم ماكدونالدز بأكثر من 3٪ في التعاملات المبكرة في وول ستريت، بعد إعلان الأرباح يوم الاثنين من هذا الأسبوع.