حازم المنجد - عرب لندن

أدلى عدد من الأطباء البريطانيين حال عودتهم من غزة بشهادات مؤثرة بشأن ما عاينوه على أرض الواقع من تفاصيل دموية يومية وظروف إنسانية كارثية يعيشها المدنيون الفلسطينيون، طالت جميع البنى والمرافق ومناحي الحياة في القطاع المنكوب جراء القصف العشوائي والتدمير الممنهج والحصار الخانق الذي يرتكبه ويفرضه جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل متواصل منذ 100 يوم تقريبًا.

جاء ذلك ضمن الوقفة الأسبوعية التي ينظمها العاملون في القطاع الصحي البريطاني أمام مقر الحكومة البريطانية بهدف زيادة الضغط على رئيس الوزراء ريتشي سوناك، ومطالبته باتخاذ موقف أخلاقي وإنساني يدعو لوقف إطلاق النار وإنهاء حرب الإبادة وجرائم الاحتلال، ومن أجل توجيه رسائل دعم ومساندة لزملائهم الأطباء والممرضين وطواقم الإسعاف وأفراد الدفاع المدني الذين يعملون في ظروف وأوضاع بغاية الصعوبة والخطورة داخل غزة. 

وفي شهادته، قال الطبيب والجراح الفلسطيني-البريطاني خالد دواس "بعدما أمضيت أسبوعين من العمل بجانب الكوادر الطبية في غزة رأيت عن قرب كيف يؤثر لهيب الحرب وجحيمها على جميع فئات السكان في غزة.. الأطفال والنساء وكبار السن جميعهم يعانون... ثمة مأساة حقيقية تتعرض لها المنظومة الصحية.. المستشفيات تستوعب يومياً أعداد هائلة من المصابين والجرحى تفوق بكثير طاقتها الاستيعابية، وتعمل في ظل القصف والقنص والاقتحامات وانقطاع الكهرباء والمياه ووسط شح وندرة في الأدوات والمستلزمات الطبية..كنت شاهداً كذلك على ألم ومرارة التهجير والنزوح القسري للمدنيين من مناطق الشمال والوسط في دير البلح ومخيم النصيرات باتجاه رفح ومناطق الجنوب". 

وأضاف الدواس في حديثه لموقع "عرب لندن": "بالنسبة لنا كأطباء بريطانيين كان مهم جداً أن نشارك زملائنا الأطباء في غزة صعوبات عملهم في دوامة العنف والخطر، وأن نمد لهم يد العون والمساعدة قدر المستطاع، بالرغم من كون ما ساهمنا وقمنا به لا يتعدى قطرة في بحر احتياجات وتضحيات أهالي غزة.. لكن كان من الضروري أن نتواجد على الأرض بينهم". 

وبدوره قال البروفيسور نك ماينارد: "زرت غزة عدة مرات في سنوات ماضية، لكن ما شاهدته في الأسبوعين المنصرمين أثناء زيارتي كان أمراً مروعاً.. حجم الدمار والخراب والقتل الذي خلفه جيش الدفاع الإسرائيلي يفوق القدرة على الوصف والتخيل.. لم أكن أتوقع وأتمنى طيلة حياتي ومسيرتي المهنية أن أرى مشاهد لمعاناة إنسانية كالتي رأيتها في قطاع غزة.. خلال تواجدي في مستشفى الأقصى شاهدت صورا مؤلمة لأطفال يافعين ينزفون ويئنون متأثرين بإصاباتهم وجراحهم البليغة؛ بسبب صعوبة الإسعافات الأولية وشبه انعدام المواد والأدوات الطبية.. هناك اكتظاظ جماعي شديد يفوق قدرة المستشفى على الاستيعاب.. كان الكثير من المصابين والجرحى ملقون على الأرض وفي الممرات.. الوضع حرج للغاية والنظام الصحي في غزة قد دمر بالكامل بفعل الحصار والقصف الإسرائيلي".

وختم الطبيب خلال مقابلته مع "عرب لندن": "رسالتي النهائية لكل شخص يعيش هنا في بريطانيا لا سيما السياسيين هي التحرك وإجبار الحكومة لدفعها نحو وقف فوري ودائم لإطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل".

هذا وقد أدى القصف والعمليات العسكرية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء العدوان على قطاع غزة إلى دمار هائل في التجمعات السكنية والبنى التحتية من مدارس ومستشفيات ودور عبادة ومخابز ومستودعات أغذية وأراضي زراعية، وسقط على إثره ما يزيد على 23000 ألف شهيد، نصفهم تقريباً من الأطفال والنساء.

 

السابق حصري: بريطانية مسنة تسافر بكرسيها المتحرك من أكسفورد للندن للتضامن مع أطفال غزة
التالي غاري لينيكر يثير غضب المحافظين بعد نشره تغريدة تدعو الفيفا لمعاقبة إسرائيل