حازم المنجد-عرب لندن

اعتصم مجموعة من الصحفيين والناشطين البريطانيين المتضامنين مع الشعب الفلسطيني أمام مقر قناة "توك تي في" التلفزيونية في منطقة لندن بريدج مساء الثلاثاء 9-01-2024 احتجاجا على تغطيتها الإعلامية القائمة بشكل فاضح على الانحياز لجرائم الإبادة الجماعية وتبرير قتل الأطفال والقصف العشوائي والوحشي الذي يطال جميع الفلسطينيين دون تمييز بحجة "حق إسرائيل بالدفاع عن النفس"، حيث أثارت مذيعة القناة جوليا هارتلي موجة غضب واسعة داخل الأوساط الشعبية والمدنية في المجتمع البريطاني بعد ظهورها في مقابلة تلفزيونية مع الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، انفعلت وصرخت فيها بأسلوب غير لائق، وهاجمته بطريقة عنصرية مستفزة تفتقر لأدنى قواعد المهنية والحياد الواجب اتباعها في وسائل الإعلام، لاسيما فيما يخص احترام الشخصيات العامة التي يتم استضافتها. 

ودعا المعتصمون هيئة تنظيم قطاع الاتصالات البريطانية "أوفكوم" إلى إقالة المذيعة عن العمل وفتح تحقيق معها المذيعة، وطالبوا بإلزام إدارة القناة تقديم اعتذار علني للدكتور مصطفى باعتباره شخصية أكاديمية مرموقة ومشهود لها بالوطنية والدعوة لإقامة السلام ونبذ العنف والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني بكل أطيافه وأجناسه، الأمر الذي أكده بحسب المعتصمين في تمالك نفسه والحفاظ على هدوء أعصابه وابتسامته ورده الحضاري أثناء المقابلة، دون أن يجر وراء ردود فعل مماثلة.

وفي ذات السياق ندد المشاركون في الاعتصام بوسائل الإعلام البريطانية والأمريكية التي تتبنى الرواية الإسرائيلية بصورة نمطية وبشكل أعمى، وتستخدم معايير مزدوجة في سياساتها التحريرية ونقلها لأخبار الحرب الدائرة وما يجري على أرض الواقع في غزة وعموم الأراضي المحتلة، من خلال اتخاذها مواقف مسبقة وداعمة للإرهاب الصهيوني، وتركيزها على نشر مفردات ومفاهيم مغلوطة هدفها تزوير حقيقة الأسباب والجذور التاريخية للصراع في فلسطين، وتغذي خطابات الكراهية والإسلاموفوبيا لدى الرأي العام الغربي عبر تشويه صورة العرب والمسلمين، مستنكرين في الوقت ذاته تغاضي تلك المؤسسات والشبكات "بعضها يعتبر عريق مثل بي بي سي" عن الإشارة إلى الاستهداف المتعمد لزملائهم من الطواقم الصحفية من قبل قوات الاحتلال أثناء أداءِ عملهم المهني داخل غزة.

وقد وجه المعتصمون رسائل تضامن وعزاء خاصة لزميلهم مدير مكتب قناة الجزيرة في غزة الصحفي وائل الدحدوح الذي فقد كل عائلته في القصف الإسرائيلي، كان آخرهم نجله الصحفي حمزة وزميله مصطفى ثريا جراء صاروخ مباشر استهدف سيارةٍ كانت تقلهم في طريقهم لتغطية يوميات الحرب الدموية، معتبرين أن رباطة جأش الدحدوح وإصراره على استئناف عمله المهني وواجبه الإنساني بعد تشييع زوجته وأبنائه وأحفاده "ثلاثة أجيال" حوله لرمز وطني يلخص معاناة وصمود شعب بأكمله، يقاوم بسلاح كاميرته وميكرفونه أعتى أنواع القذائف والقنابل وأشدها وحشية وإجراماً في تاريخ البشرية. 

وفي ختام الوقفة الاحتجاجية، دعا المعتصمون المجتمع الدولي لمساندة خطوة دولة جنوب إفريقيا في دعوتها المقدمة لمحكمة العدل الدولية الرامية لمحاسبة حكومة نتنياهو الفاشية، وكل جنرالات ومجرمي الحرب عن عمليات القتل والإبادة والتطهير العرقي، وجلب العدالة الإنسانية لدماء الضحايا ولآلام المدنيين العزل وعذاباتهم.

 

 

السابق ضغط شعبي متزايد على حكومة سوناك لإيقاف العدوان على غزة 
التالي لندن: دعوة للتظاهر أمام البرلمان اليوم الأربعاء ضد قانون يمنع مقاطعة المنتجات الإسرائيلية