حازم المنجد-عرب لندن


نفذت مجموعة من العاملين في المجالين الإعلامي والصحي في بريطانيا وقفة احتجاجية موحدة أمام مكتب رئيس الوزراء ريتشي سوناك  للتنديد بجرائم دولة الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة لأكثر من 80 يوما والتي تستهدف جميع الفلسطينيين بشكل عشوائي دون استثناء في أبشع عملية قتل جماعي يشهدها التاريخ المعاصر، و لإبقاء الضغط  مستمراً على الحكومة البريطانية  من أجل تحمل مسؤولياتها السياسية والأخلاقية في مطالبة حليفتها المتطرفة في تل أبيب بوقف دائم ومستدام لإطلاق النار والعمليات العسكرية، وحماية ما تبقى من المدنيين في غزة  من جحيم القصف والمجاز وحرب الابادة التي يقترفها جيش الاحتلال بحقهم، وما يتبعه من استراتيجية ممنهجة في عملية التطهير العرقي واستخدامه سلاح الحصار والتجويع.   
وقد رفع المعتصمون عدد من اللافتات تحمل صورا وأسماء زملائهم الأطباء والصحفيين الذين قضوا في غزة وهم يمارسون واجبهم الإنساني والمهني سواء في معالجة المرضى والمصابين والجرحى في المستشفيات، أو أثناء تواجدهم في الميدان لتغطية أحداث الحرب اليومية  ونقل صورة العدوان الهمجي وحقيقة ما يرتكب من فظاعات وجرائم مروعة بحق المدنيين العزل و فضح وحشية أفعال الاحتلال أمام شعوب ودول العالم.
وقد أدان بعض المشاركين في كلماتهم إلى سياسات إسرائيل الارهابية القائمة على انتهاك فاضح للقوانين الدولية على مرائ ومسمع العالم جراء تعمدها استهداف الطواقم الطبية والصحفية دون رادع أو مراعاة لأي حرمة انسانية او مواثيق اخلاقية، فضلا عن عمليات القتل التي تطال عدد كبير من أفراد عائلاتهم، كنوع من العقاب الجماعي بهدف الترهيب والتخويف ودفع كافة شرائح المجتمع الفلسطيني باتجاه مغادرة أرضهم وديارهم باعتباره ذلك جزء من مخطط حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة و هدفا أساسيا من أهداف حربها العدوانية منذ شنتها على القطاع.
وقد أشار بعض الأطباء إلى خطورة انهيار المنظومة الصحية والظروف الكارثية التي نجمت عن الحصار المطبق والاستهداف المتعمد من قصف وحصار وسط تصاعد المخاوف  من تفشي أوبئة وأمراض تهدد ربع سكان غزة بالموت في غضون عام ما لم يتم وقف الحرب والسماح بإدخال المساعدات الانسانية، معتبرين أن ثمة نية واضحة من قبل حكومة نتنياهو المتطرفة في ابادة شعب اما عبر القتل او خلق اوضاع ماساوية يستحيل معها اي نوع من انواع العيش الإنساني.
وفي حديثه لموقع "عرب لندن" قال الطبيب عمر عبد المنان وهو مؤسس أصوات أطباء غزة بأن هذه الوقفة للقطاع الصحي بالاشتراك مع الصحفيين تأتي في الاسبوع الثامن على التوالي ضمن إطار الحراك الشعبي الذي يشهده الشارع البريطاني منذ بدء العدوان الإسرائيلي، بهدف مطالبة الحكومة البريطانية والامريكية بوقف إطلاق النار وفك الحصار عن  القطاع وإدخال المساعدات، مشيرا ان زملائهم في غزة يعملون في أصعب وضع يمكن تخيله، حيث استشهد منهم حوالي 340 طبيب وممرض ومازلت المستشفيات تتعرض للضرب والاقتحام من قبل قوات الجيش المحتل، معبرا عن وقوف أطباء بريطانيا يد واحدة إلى جانبهم ومساندتهم بأصواتهم وقلوبهم في هذه المحنة العصيبة، مشيدا بالبطولات الاستثنائية وصمودهم في ساحة الموت الإسرائيلية رغم كل الظروف والصعوبات والمخاطر والتهديدات.
من جهتها أشارت الإعلامية لميس أندوني بأن هذه الوقفة هي الأولى من نوعها من حيث تكريم الصحفيين الشهداء الذي سقطوا في غزة أثناء تأدية واجبهم المهني والوطني وتم اغتيالهم من قبل جيش الاحتلال وبعضهم مازال يتعرض للخطف والاعتقال، وطالبت أندوني بتنظيم مزيد من هذه الوقفات التضامنية في المملكة المتحدة كونها أول حرب يسقط فيها كل هذه العدد من الصحفيين ما يقارب   105لاسيما أن الصحف الغربية تهمل هذه القضية وسط محاولاتها تمرير هذه الحرب على إنها حرب تقليدية تشبه غيرها من الحروب وأنه من الطبيعي أن يقتل الناس والمدنيين، وتتجنب القول بأن إسرائيل ترتكب حرب إبادة وعملية عقاب جماعي تشمل الصحفيين وعائلاتهم.
وأردفت أندوني لموقع "عرب لندن"  هناك محاولات  لتجريم الصحفيين و حياتهم  وحريتهم وأمنهم عرضة لمخاطرة حقيقية، وأن قوات الاحتلال تستهدف جميع الصحفيين والعاملين في المجال الإعلامي ممن ينقلون الحقيقية ويقومون بتغطية اعتداءاتها وجرائمها داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة في غزة والضفة الغربية والقدس وجنوب لبنان، وبالرغم من كشف تلك الجرائم لا يوجد أي وجود محاسبة أو عقاب دولي كما حصل في جريمة الصحفية شيرين ابو عاقلة وصحفي وكالة رويترز عصام عبد الله، والهدف من وراء ذلك بحسب أندوني هو توجيه سلطة الاحتلال رسائل إنذار لجميع وكالات الصحافة العالمية بأن لا تبعث بمراسليها باعتبار أن الجميع في دائرة الاستهداف والقتل التي تطال جميع الشعب الفلسطيني، مبديةً عن استغرابها لعدم لجوء وكالة رويترز الى رفع دعوى قضائية على حكومة الاحتلال بعد ثبوت ان هي من قامت بارتكاب جريمة القتل بحق مصورها، اضافة لعدم وجود اي وسيلة اعلام دولية بالإشارة إلى تلك الحادثة والمطالبة بحماية الصحفيين المفترض انهم زملاء في ذات المهنة وبعضهم عمل معهم، ناهيك عن كتابة اي ادانة او تساؤل عن جرائم إسرائيل.   

جدير بالذكر أنه وفقاً لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة يعاني جميع سكان غزة من نقص حاد في الغذاء، ولا يوجد أحد في مأمن من المجاعة بعد قيام جيش الاحتلال بتدمير مستودعات الأغذية واستهداف المزارع الخاصة بالمواشي وقصف آبار المياه الجوفية والأراضي الزراعية وحرق محاصيلها، إلى جانب عرقلة وصول قوافل الإغاثة والمساعدات الإنسانية.

 
السابق نواب بريطانيون يؤيدون مشروع قانون يحظر مقاطعة إسرائيل
التالي "يقتل الإسرائيليون ويموت الفلسطينيون":تغطية الصحف البريطانية والأمريكية العدوان على غزة