حازم المنجد-عرب لندن


بعد رفض دولة الاحتلال الإسرائيلي تمديد الهدنة المؤقتة، واستئنافها الحملة العسكرية بطريقة أكثر عنفا ودموية على قطاع غزة، عاد الشارع البريطاني لمواصلة التظاهر بعزيمة أقوى وزخم أشد تأكيدا على دعم الشعب الفلسطيني وتجديد التضامن والوقوف إلى جانبه إزاء ما يتعرض له من إبادة جماعية وتطهير عرقي، حيث تدفقت مئات الآلاف من البريطانيين إلى شوارع العاصمة لندن للسبت الثامن على التوالي مطالبةً بإيقاف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة ووضع حد لعمليات القتل الجماعي الممنهج والقصف العشوائي والانتقامي الذي يستهدف الفلسطينيين دون تمييز على مدار أكثر من 60 يوما سقط على إثره آلاف الشهداء جلهم من الأطفال والنساء.

كما ندد المتظاهرون بعمليات التشريد والتهجير القسري بحق سكان غزة التي تجري وسط وضع إنساني كارثي منذ بداية العدوان، مرددين هتافات تدعو لفتح المعابر والسماح بإدخال قوافل المساعدات الطبية والغذائية والاحتياجات الأساسية التي من شأنها تخفيف معاناة المدنيين. 

ووجه المتظاهرون الذين استقروا في ساحة البرلمان على مقربة من مقر الحكومة البريطانية رسائل سياسية لاذعة طالت ريتشي سوناك رئيس الوزراء ونظيره زعيم حزب العمال المعارض كير ستامر على خلفية مواقفهم المخزية من الحرب في غزة، لاسيما الموقف الرسمي للحكومة الذي بات وفق شعارات المتظاهرين لا يقتصر على توفير الغطاء السياسي والقانوني والإعلامي لإسرائيل فحسب، بل أصبح أكثر تورطاً وشريكاً فعليا في جرائم حرب الإبادة المرتكبة في غزة بعد إرسال السفن الحربية وطائرات الاستطلاع والجنود البريطانيين إلى الشرق الأوسط دعماً لحليفتها في تل أبيب، وانتقد المتظاهرون سياسة وزير الدفاع غرانت شابس وتدخله السافر في الشؤون الداخلية الفلسطينية بعد إعلانه عن وجود فريق عسكري من وزارته يعمل من رام الله في الضفة الغربية على إعداد السلطة الفلسطينية لتولي زمام الأمور في غزة بعد القضاء على حماس.

وفي ذات السياق شدد المتظاهرون على ضرورة معاقبة جميع السياسيين والنواب البريطانيين الذين تبنوا مواقف منحازة للطرف الإسرائيلي، ورفضوا تأييد وقف الحرب والجرائم في غزة، من خلال الامتناع عن التصويت لصالحهم في الانتخابات البرلمانية القادمة.

من ناحية ثانية اعتبر المتظاهرون أن فشل مجلس الأمن في إصدار قرار يلزم حكومة نتنياهو بوقف الحرب والمجازر الوحشية يشكل وصمة عار على جبين العالم المتحضر، ويهدد النظام الإنساني والأخلاقي الذي يتباهى به ميثاق الأمم المتحدة، الأمر الذي يشكل حسب رأيهم سابقة خطيرة في تاريخ الصراعات البشرية من خلال تبرير حجم التدمير والقتل الذي سببته المحرقة الصهيونية "بحق الدفاع عن النفس"، منددين في الوقت ذاته باستخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض الفيتو أثناء التصويت على القرار في ظل إصرارها على تزويد الحكومة الإسرائيلية المتطرفة بدفعة جديدة من الأسلحة المتطورة والقذائف الفتاكة التي تسفك دماء الأبرياء، وتزهق أرواح الآلاف منهم.

وقد شارك في المظاهرة عدد من السياسيين والحقوقيين البارزين في الساحة البريطانية، ومن ضمنهم نواب وأعضاء مستقلون عن حزب العمال المعارض وناشطين في الجالية اليهودية في لندن، ألقوا خلالها خطابات قوية أمام جموع المتظاهرين تدين الجرائم الإسرائيلية واستهداف المدنيين وقتل الأطفال، وأكدوا على ضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية بما يكفل معاقبة حكومة نتنياهو المتطرفة، وكل من تواطئ معها وقدم لها الدعم بأي شكل من الأشكال في جرائم الحرب التي اقترفتها باعتبارها جرائم مكتملة الأركان والصفات بمقتضى القانون الدولي، ودعوا إلى إنهاء دولة الفصل العنصري في جميع الأراضي المحتلة وتجميد أفعالها الاستيطانية غير الشرعية وسياساتها في عسكرة المستوطنات وتغذية النزعة الميليشياوية وما يقوم به ايتمار بن غفير من توزيع للسلاح مجاناً على المستوطنين المتطرفين بغية ترهيب الفلسطينيين العزل وطردهم من مدنهم وقراهم والاستيلاء على ما تبقى من أراضيهم وممتلكاتهم.

 

السابق شاهد.. كلمة رئيس حملة التضامن مع فلسطين البروفيسور كامل حواش في مظاهرة السبت بلندن
التالي فيديو/ مسجد لندن المركزي يعقد مؤتمرا حول إسهامات المسلمين البريطانيين في العصر الفيكتوري