حازم المنجد-عرب لندن
نظمت مؤسسة قرطبة لحوار الحضارات والأديان ندوة دولية، مساء الخميس 30-11-2023، في المركز الثقافي التركي بالقرب من يوستن سكوير وسط لندن، بحثت تداعيات حرب الإبادة في غزة على المستوى السياسي والقانوني والإنساني في ضوء خطورة المرحلة الراهنة من الصراع وتصاعد دائرة العنف لآلة القتل في جيش الاحتلال الإسرائيلي وكيفية كبح جماحها. 
كما ناقشت الندوة الإجراءات القانونية التي يمكن سلكها في سبيل رفع دعاوى قضائية أمام المحاكم الدولية ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزراء حكومته المتطرفين ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموترتيش ويوآف غالانت، الذين ارتكبوا عمليات قتل جماعي ويصدرون بين الفينة والأخرى تصريحات عنصرية متطرفة تحرض على  إبادة الفلسطينيين مثل إلقاء قنبلة نووية وبعضها تصفهم "بالحيوانات البشرية" وتنزع عنهم صفة الإنسانية.
وشارك في الحوار نخبة من الأكاديميين والباحثين في مجال السياسة والقانون الدولي وحقوق الإنسان وحوار الحضارات، وحضرها طيف متنوع من أفراد المجتمع المدني البريطاني، وقد حظيت الندوة باهتمام كبير وتغطية واسعة من قبل وسائل الإعلام.
وقال الدكتور أنس التكريتي، مدير مؤسسة قرطبة، "إن أهمية الندوة تأتي من اللحظة التي تنعقد فيها، لاسيما بعد مرور أكثر من 50 يوما على ما اتفق عليه الجميع بأنه جريمة حرب وإبادة جماعية ارتكبت بحق أهالي غزة تحت أنظار العالم وسط صمت الأنظمة الحاكمة، وبعضها للأسف ذهب بعيدا في دعم وتشجيع الطرف الإسرائيلي في الامعان على مواصلة عدوانه وارتكاب المزيد من المجازر والجرائم".
وأضاف التكريتي أن العمل جار من قبل مؤسسته بالتعاون مع أطراف فاعلة في الساحة البريطانية على استثمار الحراك الدولي، الذي يعبر عن وتيرة وآليات جديدة على الصعيد القانوني والسياسي ينبئ عن تمخض حلول ما لقضية الصراع في منطقة الشرق الأوسط وقد يفضي إلى الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة التي ينشدها، لاسيما بعد التصريحات غير المسبوقة التي أدلى بها رئيس حكومتي إسبانيا وبلجيكا واعترافهما صراحة بأن ما يقوم به الجيش الإسرائيلي في غزة يندرج تحت مسمى حرب الإبادة والعقاب الجماعي، وطالبا بمحاكمة نتنياهو وقادة جيش الدفاع الاسرائيلي، وقد أبديا في ذات الوقت استعداد بلادهما للاعتراف بالدولة الفلسطينية".
وختم التكريتي، خلال حديثه لموقع "عرب لندن"، بالقول إن إسرائيل لم تحقق هدفا استراتيجيا واحدا في غزة على الرغم من الضرب العسكري الوحشي والفتك بالمدنيين، وهو ما أقر به جنرالات الحرب ووسائل الإعلام في دولة الاحتلال"، مضيفاً بأن عملية تبادل الأسرى والطريقة التي تمت بها الصفقة اثبتت بأن الشعب الفلسطيني في غزة وعموم الأراضي المحتلة انتصر انتصارا باهرا على مرأى ومسمع العالم، وبالأخص في داخل المجتمع الإسرائيلي الذي يغلي غضبا ضد نتنياهو وما حصل في الأيام الماضية منذ 7 أكتوبر ما تبعها من مرحلة الشك وفقدان الثقة في قدرات جيشه الذي "لا يقهر" على حماية أمن واستقرار مستوطناتهم.
من جهته قال مدير مركز العدالة الدولية من أجل فلسطين، طيب علي، في كلمته عبر الانترنت إن مركزه الذي يضم مجموعة من خيرة الأكاديميين والقانونيين والسياسيين في بريطانيا شرعوا في اتخاذ خطوات قانونية جادة بعد جمع أدلة وإجراء تحقيقات تتعلق بالجرائم الإسرائيلية، والعمل على توثيقها بالشكل الذي يجلب العدالة للشعب الفلسطيني ويسوق جميع مرتكبي جرائم الحرب إلى المحاكم الدولية ويكفل محاسبتهم، مشيراً إلى أن مركزه سيعتمد على شهادة الطبيب والجراح غسان أبو ستة، الذي عاد إلى بريطانيا منذ أيام قليلة، بوصفه كان متواجدا شخصياً داخل مستشفيات غزة وعمل في ظروف طبية غاية بالصعوبة وعاين حالات المصابين والجرحى وعايش قصف واقتحامات الجيش الإسرائيلي وما نجم عنها من جرائم وفظائع مروعة. 
هذا وقد شارك في الندوة كل من أنتوني ليمان، الأكاديمي اليهودي المختص في دراسات معاداة السامية والصهيونية، وبيني كرين، كاتبة ونائبة بريطانية سابقة، والدكتور داود عبدالله، المدير التنفيذي لمركز المراقبة في الشرق الأوسط، والأكاديمية الفلسطينية غادة كرمي، والمحامية سلمي كرمي أيوب المستشارة في منظمة الحق الفلسطيني، وميسرة إبراهيم ناشط حقوقي فلسطيني، وعبر الإنترنت من الولايات المتحدة الأمريكية البروفيسور ياسر القاضي المختص بدراسة الأديان ومن جنوب افريقيا هونورابل جاكوب ممثل عن منظمة نيلسون مانديلا.

 

السابق بريطانيا تدعم إسرائيل برحلات استطلاعية فوق قطاع غزة للمساعدة في تحديد مكان الرهائن
التالي وفاة ضابط بريطاني "بشكل مأساوي" خارج الخدمة في كينيا