طالب لجوء سوري يحاول الانتحار بعد تأخر وزارة الداخلية البريطانية النظر في طلبه

عرب لندن 

أظهر تقرير صحافي جديد محاولة أحد طالبي اللجوء في بريطانيا، الانتحار، أثناء فترة الانتظار الطويلة لقرار وزارة الداخلية البريطانية. 

حيث فر طالب اللجوء الذي تم تسميته باسم (عمر) إلى المملكة المتحدة، وتقدم بطلب لجوء في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، إلا أنه وبسبب طول انتظار النظر في طلب لجوئه، الذي استمر لعامين وأربعة أشهر، تأثرت صحته العقلية.

وبحسب ما ذكرته شبكة سكاي نيوز "Sky News" قال عمر "هربت إلى بريطانيا بعد خمس سنوات من التعذيب في سجن سوري، وأصبت بصدمة نفسية جديدة بسبب الانتظار الطويل لقرار وزارة الداخلية بشأن قضيتي لدرجة أنني حاولت الانتحار".

وتأتي هذه التصريحات التي تحصلت عليها سكاي نيوز، في الوقت الذي أظهرت فيه أحدث البيانات الحكومية أن هناك أكثر من 125 ألف طلب لجوء معلق.

وقال طالب اللجوء عمر: "كنت أتألم من ذراعي؛ لأنني تعرضت لإطلاق النار عليهما بـ 250 طلقة من قبل الجيش السوري أثناء حضوري مظاهرة في عام 2012، وكانت آثار هذه الإصابة تسببت لي بآلام مستمرة طيلة فترة الانتظار". 

وأضاف: "قُبِض علي في أثناء محاولتي الحصول على العلاج الطبي بعد الإصابة، ومن ثم أرسلوني إلى السجن حيث تعرضت للتعذيب المستمر".

ويذكر أن عمر تمكن من الهروب من السجن بعد أن اقترض والده المال لدفع رشوة قدرها 10 آلاف دولار. وفر إلى بريطانيا، وطلب اللجوء في نوفمبر 2020. إلا أن الانتظار الطويل للبت في طلب لجوئه كان له أثر كبير على صحته العقلية. 

حيث إن عمر حاول الانتحار في أغسطس الماضي، قبل ستة أشهر من اتخاذ القرار في طلب لجوئه. وقال: "حاولت الانتحار لأنني شعرت حينها بخيبة أمل كبيرة، فلقد كان لدي انطباع بأن بريطانيا عظيمة، وأنني لن أواجه الظلم فيها، لكن الأمر لم يكن كذلك". وأضاف: "لمدة عامين، لم يخبروني بمصيري، وكان ذلك بمثابة التعذيب بالنسبة لي".

وذكرت شبكة سكاي نيوز، أن قصة عمر ليست الأولى من نوعها، حيث وجدت دراسة أجرتها هيئة الخدمات الصحية الوطنية أن 61% من طالبي اللجوء يعانون اضطرابات عقلية خطيرة، وأنهم أكثر عرضة للمعاناة من أمراض الصحة العقلية بخمس مرات مقارنة بالسكان الآخرين.

وأظهرت أحدث أرقام وزارة الداخلية، التي نُشرت هذا الأسبوع، أن 125.173 طالب لجوء كان ينتظر القرار بطلب لجوئه في نهاية سبتمبر، وهو رقم أقل بنسبة 7% عن الإجمالي في يونيو من هذا العام، لكنه لا يزال مرتفعًا بنسبة 7% مقارنة بهذا الوقت من العام الماضي.