حازم المنجد-عرب لندن
على الرغم من كونه مطلبا شعبيا لأغلبية عريضة في الشارع البريطاني، فشل البرلمان في تمرير مشروع قرار يلزم الحكومة بالدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة وإنهاء الأعمال القتالية والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، حيث صوّت 293 عضواً في مجلس العموم ضد القرار مقابل 125 عضوا صّوت  لصالحه. 
وقد تزامن انعقاد جلسة التصويت مع خروج مظاهرة حاشدة في ساحة البرلمان في ويستمنستر وسط لندن مساء الاربعاء 15-11-2023، من أجل إيصال رسائل قوية تحث النواب والأحزاب البريطانية المشاركة في عملية التصويت داخل قبة البرلمان على اتخاذ مواقف سياسية وأخلاقية تجبر حكومة نتنياهو المتطرفة على إيقاف فوري للحرب، ووضع حد للمجازر وسفك بحر الدماء لآلاف المدنيين الفلسطينيين.
وأتت الجلسة في سياق مشروع تعديل تقدم به ستيفين فلين زعيم الحزب الوطني الاسكتلندي لمناقشة خطاب العرش للملك تشارلز الثالث في 7 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، الذي لم يدع فيه صراحة لوقف الحرب بين اسرائيل وحماس، وإنما اكتفى بالإشارة إلى عمل وزراء حكومته على تسهيل الدعم الإنساني إلى سكان غزة.
وفي رسالة مفتوحة إلى أعضاء البرلمان، قال فلين "إن الطريقة الوحيدة لوقف هذه الكارثة الانسانية ووقف قتل آلاف الأطفال الآخرين هي في الانضمام إلى جهود المجتمع الدولي واستخدام كل نفوذنا للضغط من أجل وقف فوري لإطلاق النار. إن فشل النواب في التصويت لصالح وقف إطلاق النار يعني أن قصر وستمنستر سيتجاهل القانون الدولي، ويتغاضى عن العقاب الجماعي، ويمنح الضوء الأخضر للقصف المستمر لغزة الذي أدى الى مقتل الآلاف من الابرياء".
وأضاف فلين في رسالته "يدرك الناس أن الصراع في الشرق الاوسط مليء بالتعقيد، ولكن وسط كل هذا التعقيد فإنهم يدركون حقيقة انسانية للغاية.. إن ما نشاهده جميعاً في غزة خطأ.. ويريدون من نوابهم أن يفعلوا ذلك.. افعلوا الشيء الصحيح، وأظهروا القيادة الأخلاقية واضغطوا من أجل وقف فوري لإطلاق النار".
تمرد وفوضى داخلية
يشهد حزب العمال المعارض تمردا وانقسامات داخلية هي الأولى من نوعها منذ تولي كير ستارمر زعامة الحزب، نجم عنها سلسلة من الاستقالات لعدد بارز من نوابه في البرلمان، وذلك على خلفية سياسة زعيمه الداعمة لإسرائيل، وجرائم حربها التي ترتكب ضد الفلسطينيين في غزة، ولجهة تعنته أيضاً ومقاومته الضغوط المتزايد من أعضاء حزبه سواء في الصفوف الأمامية أو على مستوى القاعدة الشعبية المناهضة للحرب، والتي تدعو إلى وقف فوري لإطلاق، حيث تحدى 65 نائبا من الحزب موقف ستارمر واستقال بعد جلسة التصويت ثمانية وزراء في حكومة الظل، وهم جيس فيليبس وياسمين قرشي وأفضل خان وباولا باركر وناز شاه وراشيل هوبكنز وسارة أون وأندي سولتر وقد سبقهم في ذلك النائب عمران حسين.
وفي بيان بعد التصويت قال كير ستارمر "يؤسفني أن بعض الزملاء شعروا بعدم القدرة على دعمنا الليلة، ولكني أردت أن أكون واضحاً بشأن موقفي وأين سأقف، القيادة هي أن تفعل الشيء الصحيح وهذا أقل ما يستحقه الجمهور وأقل ما تتطلبه القيادة". حيث يدعو ستارمر في خطاباته الى ما يسميه "وقفات إنسانية" أطول في الصراع تتيح إيصال المساعدات والاحتياجات الضرورية للمدنيين، ويحذر من أن الوقف الفوري لإطلاق النار من شأنه السماح لحركة حماس بارتكاب المزيد من الفظائع على حد زعمه.
زخم شعبي وضغط سياسي 
على صعيد متصل علقت رغد التكريتي رئيسة الشورى في الرابطة الإسلامية في بريطانيا على المظاهرة الحاشدة أمام البرلمان قائلةً بأنها "جاءت ضمن إطار الزخم والحراك الشعبي المتصاعد في مدينة لندن وجميع المناطق ومدن المملكة المتحدة، منذ بدء العدوان الإسرائيلي ومن أجل مناشدة البرلمانيين للقيام بالخطوات الصحيحة لإيقاف الضربات العسكرية الوحشية على قطاع غزة"، مضيفة بأنه على الرغم من عدم مرور العريضة في مجلس العموم لا يعني ذلك أن نيأس ونستسلم، حيث أشادت بالمشاركة اللافتة لعدد من النواب في المظاهرة والجهود التي يبذلونها بهدف الضغط على قياداتهم الحزبية باتجاه تبني موقفاً داعماً لوقف فوري لإطلاق النار، مؤكدةً في ذات الوقت على أهمية سياسة العقاب الانتخابي للأعضاء الذين صوتوا ضد العريضة.
من جهته قال بين جمال المدير التنفيذي لحملة التضامن مع فلسطين "كانت معظم التوقعات تشير إلى فشل التصويت في البرلمان لصالح وقف إطلاق النار في غزة، لكن هذا لا يعني أن يتوقف الضغط الشعبي على الحكومة والسياسيين، وأنه من الضروري أن تستمر المظاهرات بالخروج والتي باتت تقدر أعدادها بمئات الآلاف، وينبغي علينا أن نمضي قدُماً في إظهار دعمنا وتضامنا مع  الشعب الفلسطيني وعدالة قضيته حتى إيقاف الحرب وتحقيق تطلعاته المشروعة التي ينشدها".
 

السابق صحفي فلسطيني لمسؤول أمريكي: كيف تأكدتم أن حماس تستخدم المستشفيات كمراكز للقيادة؟
التالي شاهد.. هكذا أحرج الرئيس الإندونيسي جو بايدن بوصفه ما يقع في غزة بـ"الفظائع"