شاهد .. مليون شخص بلندن يهتفون لفلسطين ويطالبون بوقف العدوان وإنهاء الاحتلال
عرب لندن
تظاهر حوالي مليون شخص، في شوارع العاصمة البريطانية، اليوم السبت، لتجديد المطالبة بوقف إطلاق النار في غزة، فيما انتشرت الشرطة لمنع وقوع صدامات مع تنظيم تظاهرة مضادة. وتعد هذه التظاهرة هي الأكبر من نوعها في لندن منذ المظاهرات المعارضة للحرب الأميركية على العراق.
وانطلقت التظاهرة، التي ينظمها "ائتلاف أوقفوا الحرب" تحت شعار "المسيرة الوطنية من أجل فلسطين"، بعد التوقف دقيقتي صمت تكريما لقتلى الحروب البريطانيين في يوم "ذكرى الهدنة" أمام نصب القبر الفارغ التذكاري بوسط لندن الساعة 11,00 ت غ.
ورفع المتظاهرون، في التظاهرة التي نظمها كل من حملة التضامن مع فلسطين، الرابطة الإسلامية في بريطانيا، تحالف أوقفوا الحرب، المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، حملة نزع السلاح النووي، وجمعية أصدقاء الأقصى، أعلاما فلسطينية ولافتات تطالب ب"وقف قصف غزة"، بينما هتفوا "أوقفوا إطلاق النار الآن" و"الحرية لفلسطين".
وقال شيراز بوبرا (41 عاما) الذي جاء من ليستر بوسط بريطانيا لوكالة فرانس برس "انسوا الموقف السياسي، انسوا كل شيء آخر، لا يمكنك أن تقف مكتوف اليدين بينما يقتل الناس"، مضيفا أنه سيشارك كل أسبوع حتى يتم وقف إطلاق النار.
وقال غافين سيرلي (58 عاما) من هاستينغز في جنوب بريطانيا، إنه جاء "لإظهار التضامن مع الفلسطينيين، بينما يحدث ظلم كبير".
وأضاف القس الكاثوليكي الأب جون ماكغوان "أتعاطف مع الفلسطينيين لأن أرضهم محتلة ومحتلهم يمكن أن يكون قاسيا"، معربا عن أمله في التوصل إلى حل الدولتين.
واعتقلت شرطة مدينة لندن ما مجموعه 100 شخص في مسيرات سابقة مؤيدة للفلسطينيين، بتهم بينها تأييد حركة حماس المصنفة في بريطانيا على قوائم الإرهاب، وعلى خلفية جرائم كراهية.
يشار إلى أن المتحدثين في المهرجان الخطابي أمام مقر السفارة الأمريكية في لندن دعوا إلى وقف فوري لإطلاق النار، وأكدوا بأن المجازر التي يرتكبها الاحتلال الاسرائيلي تتنافى مع العهود والمواثيق الدولية وابسط قواعد حقوق الانسان ، وطالبوا بمحاسبة قادة الحرب وداعميهم.
ووجه رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في ساعة متأخرة الجمعة نداء من أجل الهدوء، داعيا المحتجين للتظاهر "باحترام وسلمية".
وقام منظمو التظاهرة بتغيير مسارها من هايد بارك إلى السفارة الأميركية بجنوب لندن، حرصا على عدم مرورها أمام نصب تذكارية.
ونصبت حواجز معدنية في محيط المناطق التي تتضمن النصب الأكثر أهمية، وحددت منطقة حظر فيما منحت الشرطة صلاحيات لاعتقال أي متظاهر يحاول التجمع هناك.
وأمام نصب القبر الفارغ في وايتهول، وقف آلاف الأشخاص منحني الرؤوس وقد وضعوا دبوس زهرة الخشخاش، رمز المناسبة خلال مراسم مهيبة فيما أقيمت مراسم في أنحاء البلاد.
ووقعت صدامات محدودة قرب النصب، عندما حاول متظاهرون من مسيرة مضادة كان العديد منهم يرتدون اللون الأسود ووجوههم ملثمة وآخرون يلوحون بالعلم البريطاني، اختراق طوق الشرطة.
ورشق عناصر الشرطة بمقذوفات في الحي الصيني (تشاينا تاون)، حسبما أعلنت شرطة مدينة لندن على منصة إكس.
وقالت الشرطة لاحقا إنها ألقت القبض على 82 متظاهرا يقومون باحتجاج مضاد من أجل "منع الإخلال بالسلم"، مشيرة إلى أنهم "حاولوا الوصول إلى مسيرة الاحتجاج الرئيسية". وأضافت "سنواصل اتخاذ الإجراءات لتجنب الفوضى التي من المحتمل أن تحدث إذا حدث ذلك".
وذكر رئيس العمليات في شرطة لندن لورانس تايلور أن التظاهرة المضادة ستتضمن على الأرجح مشجعين لكرة القدم من مثيري الشغب، وأن "من المرجح" أن تستخدم الشرطة القوة في مرحلة ما ضد "جيوب من المواجهات".
أعلنت تعبئة أكثر من 1850 شرطيا بينهم عناصر من قوات أخرى في أنحاء بريطانيا للحفاظ على السلام. وسينشر 1375 عنصرا الأحد بموازاة مراسم وطنية في ذكرى يوم الهدنة، تقام عند نصب القبر الفارغ ويترأسها الملك تشارلز الثالث بحضور شخصيات من العائلة الملكية ومسؤولين سياسيين.
ولم تسهم وزيرة الداخلية سويلا برافرمان في تهدئة التوتر عندما اتهمت الشرطة بأنها أكثر تعاطفا مع ما يطلق عليه الاحتجاجات اليسارية مقارنة بغيرها.
ودعم الفلسطينيين سياسة قائمة منذ وقت طويل لليسار السياسي في بريطانيا.
وبرز خلاف هذا الأسبوع بين الحكومة وشرطة مدينة لندن، ودعا وزراء إلى حظر المسيرة ما أثار مخاوف من تدخلات سياسية في عمليات الشرطة.
وحذر سوناك قائد شرطة لندن مارك راولي من أنه سيحمله "المسؤولية" عن قراره السماح بتنظيم التظاهرة المناهضة لحرب إسرائيل وحركة حماس.
وكان زعيم المحافظين قد اعتبر التظاهرة "استفزازية ومعيبة"، غير أن المنظمين رفضوا الدعوات لإرجائها.
وقال راولي في وقت سابق هذا الأسبوع إن التظاهرة التي ينظمها "ائتلاف أوقفوا الحرب"، لا تبرر الطلب من الحكومة منع تنظيمها.