حازم المنجد-عرب لندن
استضاف المركز الدولي للعدالة من أجل فلسطين (ICJP ) ندوة حوارية تناولت مستجدات التصعيد وأعمال العنف الدائرة في الأراضي الفلسطينية على خلفية الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وذلك مساء الاثنين 30-10-2023 في منطقة ويستمنستر محاذاة مبنى البرلمان البريطاني وسط العاصمة لندن، شارك فيها عدد من الشخصيات الأكاديمية والحقوقية المختصة في قضية الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
افتتحت الندوة بكلمة ألقتها دانية ابو الحاج المسؤولة القانونية في المركز رحبت عبرها بالمشاركين والحضور وأوضحت أن موضوع الندوة طرأ عليه تعديل نتيجة التطورات الراهنة وخطورة المرحلة التي تعيشها فلسطين والمنطقة بشكل عام، حيث كان من المقرر أن تناقش الندوة مآلات اتفاقية أوسلو بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل بعد مرور 30 عاما على توقيعها.
وأشارت أبو الحاج الى جرائم الحرب التي ترتكب بمدينة غزة إثر نزوح مليون شخص من سكانها باتجاه الجنوب على وقع قصف إسرائيلي مكثف يستخدم فيه الفوسفور الأبيض المحرم دوليا.
من جهته تحدث المدير التنفيذي للمركز طيب علي في كلمته الافتتاحية بشكل موجز عن طبيعة عمل المركز الدولي للعدالة من أجل فلسطين وارتباطه بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، مؤكدا في ذات الوقت على أهمية إنشاء نظام مساءلة قائم على قواعد القانون الدولي يمنع ازدواجية المعايير ويحقق العدالة الإنسانية ضد جرائم الحرب التي ترتكب بحق أي مجموعة عرقية أو دينية.
أما الكلمة الرئيسية في الندوة فقد ألقاها البروفيسور آفي شلايم استعرض خلالها وبشكل مفصل سلسلة الحروب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في السنوات الماضية منذ الانسحاب عام ،2005 وما تبعها من حالة الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس بعد فوز الاخيرة بالانتخابات عام 2006 والدور الذي لعبته الحكومات الاسرائيلية في تكريس واقع الانقسام وعزل الضفة الغربية جغرافيا واجتماعيًا عن قطاع غزة.
واعتبر شلايم أن لجوء إسرائيل الى استعمال القوة المفرطة في جميع عملياتها العسكرية ضد غزة لم تجدي نفعا لأن أصل النزاع سياسي ولا يمكن حله الا بالطرق والوسائل السلمية والدبلوماسية، مشيرا في ذات الوقت الى أن توقيع إسرائيل لاتفاقيات ابراهام مع عدة دولة عربية وفق مبدأ السلام مقابل السلام دون الأخذ بعين الاعتبار مسار السلام مع الجانب الفلسطيني وبالتالي فإن تلك التطبيع مع تلك الدول لم يضمن أمان واستقرار "اسرائيل" بسبب عدم رغبتها في تقديم تنازلات لإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية
وانتقد شلايم خطابات السياسيين والجنرالات الإسرائيليين المتطرفة التي تسعى لتجريد الفلسطينيين من الإنسانية و وصفهم "بالحيوانات البشرية" لتبرير مايحصل من عمليات القتل والإبادة الجماعية بحقهم . مشبها هذه الخطاب بالدعاية النازية خلال الحرب العالمية الثانية التي شيطنت اليهود من أجل تبرير المحرقة- الهولوكوست.
واَضاف شلايم إلى أن اسرائيل تقودها واحدة من أكثر الحكومات تطرفا برئاسة حزب الليكود التي تتبنى خطاب راديكالي استفزازي، واعتبر أن المقاومة الفلسطينية جرى إخراجها من سياقها التاريخي كحركة نضال ضد الاستعمار عبر حشد تحالف دولي خلفها هدفه تصفية حركة حماس والقضاء نهائيا على قدراتها العسكرية والقتالية باعتبارها "منظمة ارهابية" على غرار تنظيم الدولة الإسلامية ، حيث بيّن شلايم أوجه الاختلاف بين التصنيفين من ناحية أن فكر تنظيم الدولة هو فكر عالمي متطرف عابر للحدود ويدعو لإقامة دولة الخلافة، بينما حماس هي حركة مقاومة محلية لديها علاقات سياسية وجناح عسكري يدافع عن أرضه ويدعو لإقامة الدولة الفلسطينية.
وأعقب ذلك إنطلاق حلقة نقاشية انضم إليها الى جانب آفي شلايم كل من وضاح خنفر رئيس منتدى الشرق ودانييل ليفي مدير مشروع الولايات المتحدة والشرق الأوسط والمفاوض الاسرائيلي السابق لاتفاقية أوسلو وياسمين أحمد مديرة منظمة هيومن رايتس ووتش في المملكة المتحدة.