عرب لندن - لندن 

انتقدت صحيفة "الغارديان" في تقرير لها تعريف "الداء للسامية" المستخدم في الجامعات البريطانية والذي أدى لتوجيه عشرات الاتهامات لأكاديميين وطلاب في المؤسسات التعليمية العليا. 

وقالت الصحيفة أنها بسبب التعرف "غير المنطقي" تم رفع 40 قضية ضد طلاب وأكاديميين ونقابات وجمعيات، فيما تم تبرئة 38 منهم. 

واعتمدت معظم الجامعات البريطانية تعريف "التحالف الدولي لإحياء ذكرى المحرقة، وذلك بعد توجيه وزير التعليم السابق جافين ويليامسون تهديدا لها بسحب التمويل في حال عدم اعتمادها التعريف هذا. 

وانتقد ناشطون التعريف باعتباره تضييقا على حرية التعبير ويحظر انتقاد إسرائيل بأي شكل من الأشكال، من ضمنهم المحاميان البارزان هيو توملينسون وجيفري روبرتسون، وقاضيا الاستئناف المتقاعدان السير ستيفن سيدلي والسير أنتوني هوبر.

ونقلت الصحيفة تصريحات نيف جوردون، رئيس لجنة بريسميس المعنية بالحرية الأكاديمية وأستاذ قانون حقوق الإنسان في كلية الحقوق بجامعة كوين ماري في لندن حيث قال: "ما تم تأطيره في الأساس كأداة لتصنيف وتقييم شكل معين من الانتهاكات التمييزية، استخدم كأداة لتقويض ومعاقبة التعبير المحمي ومعاقبة العاملين في الأوساط الأكاديمية الذين ينتقدون سياسات الدولة الإسرائيلية".

وعلى الرغم من تبرئة 38 متهما بمعاداة السامية، قال مركز الدعم القانوني الأوروبي المعني بدعم الأوروبيين الذين يدافعون عن الحقوق الفلسطينية أن هذه الاتهامات لها تأثير مدمر على المتهمين سواء من الناحية العملية أو الأكاديمية أو حتى النفسية. 

ودعا مركز الدعم القانوني الأوروبي وكلية لندن للاقتصاد حكومة المملكة المتحدة إلى التراجع عن تعليماتها للجامعات لتبني تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى المحرقة لمعاداة السامية "لأنه غير مناسب لمؤسسات التعليم العالي، التي لديها التزامات قانونية لتأمين الحرية الأكاديمية وحرية التعبير".

ومن بين الأمثلة التي تدل على تقويض التعبير فيما يتعلق بـ "معاداة السامية"، حتى بأثر رجعي، كانت حادثة إقالة رئيسة الاتحاد الوطني لطلبة ⁧‫بريطانيا‬⁩ ، شيماء دلالي، العام الماضي، بعد خضوعها لتحقيقات في مزاعم تتهمها بمعاداة السامية. 

وأصبحت دلالي أول امرأة مسلمة سوداء من أصل تونسي تظفر بهذا المنصب بعد تعيينها في مارس الماضي، غير أنها أصبحت أول رئيس أيضا يتم عزله في تاريخ الاتحاد الممتد لـ 100 عام. 

وأصدر الاتحاد بيانا قال فيه أن التحقيق المستقل الذي أجري في مزاعم معاداة دلالي للسامية وجد أن دلالي انتهكت سياسات الاتحاد، مما أدى إلى إقالتها. 

بعد انتخابها، تم وضع دلالي قيد التحقيق بعد ورود شكاوى عن معاداتها للسامية ورهاب المثلية بسبب تغريدات لها تعود لعام 2012.

كما طردت جامعة بريستول عام 2021، ديفيد ميلر، أستاذ علم الاجتماع،وذلك بعد اتهامه بتعليقات معادية للسامية. ولم يتم تضمين القضية في التقرير لأن نطاق التحقيق والأسباب الدقيقة لانتهائه كانت سرية؛ حيث قالت الجامعة فقط إنه "لم يستوف معايير السلوك التي نتوقعها من موظفينا". 

كما تعرضت طالبة الدكتوراة الفلسطينية، شهد أبو سلامة، والتي تقيم في المملكة المتحدة، لهجوم مستمر من قبل الإعلام الصهيوني وذلك على خلفية تعيينها كمحاضرة مشاركة في جامعة شيفيلد هالام.

وأصدرت الجامعة قرارا يقضي بإيقاف شهد عن التدريس دون ذكر أسباب عام 2022، غير أن القرار جاء بعد أن وجهت إليها وسائل إعلام صهيونية اتهامات بـ"معاداة السامية"، قبل أن تتم تبرئتها. 

وكشفت أبوسلامة أنها تتعرض لحملة تشهير، بسبب فكرها النضالي، خصوصا بعد تقديمها أطروحة دكتوراه حول التمثيل التاريخي للاجئين الفلسطينية في الأفلام الوثائقية والاستعمارية والإنسانية والفلسطينية بين عامي 1917 و1993.




 

السابق توقيف رجل حاول تسلق الإسطبلات الملكية قرب قصر باكنغهام
التالي موجز أخبار بريطانيا من موقع ومنصة عرب لندن: السبت: 16 سبتمبر/ أيلول 2023