عرب لندن – لندن
تراجع كبير في شعبية رجال الدين والدين بشكل عام في بريطانيا، حيث زادت نسبة العلمانيين والملحدين وانخفضت بشكل كبير ولافت وفقا لدراسة جديدة نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية نسبة من يعرفون أنفسهم كمؤمنين.
وكشفت الدراسة نموا للعلمانية في المملكة المتحدة مستمرا وبلا انقطاع، مع بيانات جديدة تظهر اختلافات تغيرات صارخة وثقة كبيرة لدى الشباب للجهر بإلحادهم وعدم ايمانهم بأي دين من الأديان.
و نقلت الصحيفة عن دراسة استقصائية للاتجاهات الاجتماعية البريطانية لعام 2018، أن 1% فقط من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما يُعتبرون من أتباع كنيسة إنجلترا. وحتى بين الذين هم فوق 75 عاما -وهي الفئة العمرية الأكثر تدينا- هناك شخص واحد بين كل ثلاثة أشخاص يصف نفسه بأنه من أتباع كنيسة إنجلترا. وفي جميع الفئات العمرية يكون الشباب أقل احتمالا لتسمية أنفسهم بالأنجليكانيين.
التراجع المطرد في التدين
وتكشف الدراسة أن التراجع المطرد في التدين بين الشعب البريطاني "أحد أهم الاتجاهات في تاريخ ما بعد الحرب". ويقول 52% من الجمهور إنهم لا ينتمون إلى أي دين، مقارنة بـ31% عام 1983 عندما بدأت الدراسة تتبع المعتقد الديني. وقد انخفض عدد الذين يُعتبرون مسيحيين من 66 إلى 38% خلال الفترة نفسها.
ويعلق التقرير على هذا الأمر بأن "بريطانيا أصبحت أكثر علمانية، لا لأن البالغين يفقدون دينهم، ولكن لأن كبار السن المرتبطين بكنيسة إنجلترا وطوائف مسيحية أخرى يحل محلهم تدريجيا أشخاص أصغر سنا غير متحمسين للتدين. وبعبارة أخرى فإن التراجع الديني في بريطانيا جيلي، حيث يميل الناس إلى أن يكونوا أقل تدينا من آبائهم، وفي المتوسط فإن أطفالهم يكونون أقل تدينا منهم".
وأفاد التقرير بأن الآباء غير المتدينين ينقلون بنجاح افتقارهم للتدين إلى أولادهم، لكن الأبوين المتدينين يكون لديهما فرصة 50% فقط لنقل تدينهم إلى ذريتهم.
وأضاف أن غير المتدينين يصيرون ملحدين بشكل متزايد، حيث يعلن ربع الأشخاص أنهم لا يؤمنون بإله، مقارنة بالعُشر عام 1998. وذكر أن نسبة الأشخاص الذين يقولون إنهم غير متدينين جدا أو غير متدينين للغاية، بلغت أكثر من الضعف، إذ ارتفعت من 14 إلى 33% في العقدين الماضيين.
ومع ذلك فإن معظم الناس متسامحون مع معتقدات الآخرين الدينية، و3% فقط من الناس يقولون إنهم لن يقبلوا الزواج الديني المختلط داخل أسرهم، بينما يقول 82% إنهم سيقبلون -بالتأكيد أو على الأرجح- زواج شخص من ديانة مختلفة من قريب لهم.
ومع تراجع الالتزام الديني تتزايد الثقة في المؤسسات العلمية، حيث يفيد التقرير بأن علماء الجامعات يتمتعون بثقة عالية (82%) مقارنة بمديري الشركات (67%).