عرب لندن
رفض رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الاثنين الاتهامات بأنه خفض التمويل المخصص لبرنامج يهدف لترميم مدارس، رغم علمه بالمخاطر المرتبطة بنوعية الخرسانة المتآكلة المستخدمة في بنائها.
وصدرت أوامر لـ104 مدارس وكليات مبنية بخرسانة خفيفة الوزن بعدم إعادة فتح المباني والصفوف الدراسية هذا الأسبوع بسبب خطر انهيارها.
وجاءت توجهيات وزارة التعليم تزامنا مع بدء العام الدراسي الجديد في انكلترا، لتسارع طواقم التدريس للبحث عن أماكن بديلة لتعليم آلاف التلاميذ.
لكن سوناك نفى الاتهامات الصادرة عن مسؤول رفيع سابق في الوزارة قال إن رئيس الوزراء تجاهل طلب تمويل من أجل بناء مزيد من المدارس عندما كان وزيرا للمال.
وقال الموظف الرفيع في وزارة التعليم جوناثان سليتر إن نحو 400 مدرسة كانت بحاجة إلى الاستبدال خلال سنة، لكن الوزارة لم تحصل على تمويل يكفي إلا لمئة.
وأفاد إذاعة "بي بي سي" أنه عندما كان سوناك وزيرا للمال، لم تتح الأموال سوى لخمسين مدرسة.
رد سوناك مؤكدا للصحافيين أن سليتر "مخطئ تماما"، مشددا على أن العدد كان متوافقا مع السياسة القائمة خلال العقد السابق.
كما قلل من حجم المشكلة المرتبطة بنوعية الخرسانة الزهيدة الثمن والخفيفة التي استخدمت على نطاق واسع في أعمال البناء من خمسينات القرن الماضي حتى منتصف التسعينات.
وازدادت المخاوف حيال مدة صلاحية المادة في 2018 عندما انهار سقف من دون سابق إنذار في مدرسة ابتدائية في جنوب شرق انكلترا.
وأفاد سوناك بأن 95 في المئة من مجموع 22 ألف مدرسة انكليزية غير متأثرة بالمسألة.
لكن يمكن أن يعني ذلك أن مئات المدارس الأخرى قد تتأثر، بينما تتزايد المخاوف من إمكان تأثر المباني العامة الأخرى التي أنشئت في الفترة ذاتها مثل المستشفيات والمحاكم.
تعد قضية الخرسانة المتآكلة الأخيرة ضمن سلسلة أزمات عصفت بحكومة سوناك التي تأمل بتمديد السنوات الـ13 لحكم المحافظين خلال الانتخابات العامة المقررة العام المقبل.
وندد معارضون بالوزراء لفشلهم في التخطيط للأمر ولخفضهم التمويل اللازم لاستبدال الخرسانة في المدارس الأكثر تأثرا.