من ابن محب للعائلة المالكة البريطانية لكاره شديد العداء.. تعرف على قصة رجل الأعمال المصري محمد الفايد
عرب لندن - لندن
انتشر خبر وفاة رجل الأعمال المصري الملياردير محمد الفايد يوم أمس الجمعة، حيث توفي في لندن عن عمر يناهز 94 عاما.
وتردد اسمه في تسعينيات القرن الماضي عبر وسائل الإعلام البريطانية بعد الكشف عن علاقة ابنه عماد المعروف باسم دودي بالأميرة ديانا، وأخيرا بعد مصرع الأميرة ديانا ودودي في حادث سير في باريس في 31 آب /أغسطس عام 1997.
ورغم أنه كان من أسرة بسيطة إلا إنه أصبح مليارديرا تقدر ثروته بحسب تقدير فوربس الأمريكية لأثرياء العالم في عام 2022 بأكثر من 1.8 مليار دولار، ويمتلك 4 طائرات خاصة وقلعة اسكتلندية وقصورا عدة في لندن وأوروبا، وأيضًا يختا فاخرا يطلق عليه "سوكار" بلغت قيمته 40 مليون دولار.
وولد محمد عبدالمنعم الفايد في 27 يناير/كانون الثاني 1933 (وبعض المصادر تقول إنه ولد عام 1929) في مدينة الاسكندرية، حيث بدأ حياته العملية كـ "عتّال" يحمل الحقائب في ميناء الاسكندرية.
وانتقل الفايد إلى السعودية للعمل في بيع ماكينات الخياطة، حيث استطاع أن يجمع ثروة سمحت له بالعودة إلى الاسكندرية وأسس شركة شحن.
واستطاع الفايد شراء سفينتي شحن في ميناء الإسكندرية مخصصة لنقل البضائع بين الاسكندرية وبيروت واسطنبول، إلا أن هذا النجاح سرعان ما عاد إلى نقطة الصفر بعد قرار الحكومة المصرية عام 1961 تأميم شركة الفايد.
وفي عام 1954 تزوج من سميرة خاشقجي، شقيقة رجل الأعمال السعودي عدنان خاشقجي الذي ساعده في الدخول إلى تجارة الاستيراد بالمملكة المتحدة، فأصبح لاحقاً مسؤولاً عن ثروة سلطان بروناي وأقنعه باستثمار أمواله في إنجلترا. وأنجب الفايد من سميرة طفلا واحدا، دودي أو عماد الدين محمد عبد المنعم فايد.
واستكمل الفايد مسيرته العملية، حيث سرعان ما لمع نجمه نتيجة عطل أصاب إحدى سفن الشحن الخاصة به، حيث رست بالقرب من ميناء دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وعند وصوله إلى دبي لتفقد وضع سفينته، عرضت عليه الدولة جذب مستثمرين من حول العالم لتطوير ميناء دبي وتحويله إلى محطة إقليمية مهمة.
ونجح الفايد في التعاقد مع شركة بريطانية كبرى لإتمام هذه الصفقة، مما عاد عليه بعمولة ضخمة. وخاض بعد ذلك رحلة إلى ألمانيا لجذب شركات التنقيب عن النفط في دولة الإمارات، وهي صفقة تكللت بالنجاح أيضا حيث استطاعت الشركة تحديد مواقع النفط واستخراجه.
كما كان قد بدأ في تكوين علاقات ذات أواصر قوية بالعائلة الملكية البريطانية، وقرر شراء سلسلة محلات هارودز (واحدة من أعرق المحال التجارية في بريطانيا عام 1983).
كما قام بشراء فندق دورشستر الفخم العريق ثم اشترى فندق الريتز في قلب العاصمة باريس، وأيضا اشترى قصر دوق ويندسور الباريسي.
ومن المواقف المثيرة للملياردير محمد الفايد، أنه كان ينادي باستقلال أسكتلندا معللاً أن أسكتلندا مصرية الأصل، على حد قوله، وأن اسم اسكتلندا مشتق من اسم أميرة فرعونية رحلت إليها في الماضي البعيد.
فيقول مؤرخون إن اسكتلندا قد أسسها المصريون الفراعنة، وكانت أول ملكة عليها هي الملكة المصرية "سكوتا" التي خرجت من مصر غاضبة من أسرتها المالكة، فركبت البحر مع أبنائها ورجالها حتى وصلت إلى سواحل اسكتلندا.
ودافع الفايد عن فكرته هذه، حتى قرر وضع تمثال للملكة المصرية "سكوتا" في متجر هارودز.
و بعد أن كانت علاقته مع العائلة المالكة في بريطانيا علاقة وثيقة، تحولت هذه العلاقة إلى علاقة عداء شديد، بعد مصرع ابنه "دودي الفايد" في حادث سير بصحبة الأميرة ديانا بنفق جسر ألما يوم 30 أغسطس عام 1997، مما دفعه لدعم الحزب القومي الاسكتلندي بغرض إجراء استفتاء لاستقلال اسكتلندا.
ويمتلك الفايد أكثر من مائة ألف فدان في اسكتلندا، كما أنه يمتلك قلعة تاريخية تعود إلى القرن الثامن عشر تتوسط هذه الإقطاعية الكبيرة، وهو ما جعل فكرة أن تستقل اسكتلندا، ثم يصبح هو شخصيًا رئيسًا لها.. فكرةً أساسية لديه.
وتناول الجزء الخامس من سلسلة المسلسل البريطاني الشهير The Crown "ذا كراون- التاج" المأخوذ عن قصة حياة العائلة المالكة في بريطانيا وبالأخص قصة حياة الملكة إليزابيث الثانية، علاقة دودي الفايد والأميرة ديانا.
وكان محمد الفايد أيضا حاضرا في المسلسل وجسد دوره "سليم ضو" الممثل والمخرج الفلسطيني الذي أنصف بدوره شخصية "الفايد" الذي عاش نحو 40 عاما من عمره تحت ميكرسكوب الإعلام الغربي، ونجح في كشف جوانب شخصية "الفايد" من خلال بحثه خلف شخصية محمد الفايد الحقيقية.