عرب لندن
تحدث رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هاتفيا، اليوم الخميس، واتفقا على الاجتماع "في أقرب فرصة"، وفق ما أعلن داونينغ ستريت بعد تقارير إعلامية أفادت بأن الأمير السعودي تلقى دعوة لزيارة بريطانيا.
وأوردت صحيفة "ذي تايمز" أن ولي العهد المثير للجدل، الحاكم الفعلي لبلاده، سيجري أول زيارة له إلى المملكة المتحدة منذ مقتل الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول عام 2018.
واتهم الحاكم الفعلي للدولة الخليجية بإصدار أمر اغتيال كاتب العمود في صحيفة "واشنطن بوست"، لكن الأمير محمد بن سلمان نفى أي تورط له في هذه الجريمة.
وتتودد الدول الغربية إلى المملكة العربية السعودية الغنية بالنفط، لا سيما في أعقاب الاضطرابات في أسواق الخام منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
واستضافت السعودية في وقت سابق من هذا الشهر محادثات في جدة حول الحرب الأوكرانية.
وأشار داونينغ ستريت، اليوم الخميس، إلى أن سوناك قال في المكالمة الهاتفية مع بن سلمان إنه "يتطلع شخصيا إلى تعميق العلاقات الطويلة الأمد بين المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية".
وأضاف في بيان أن "رئيس الوزراء وولي العهد... يتطلعان للقاء شخصيا في أقرب فرصة".
وذكرت صحيفة "ذي تايمز" أن الزيارة ستجري خلال الأشهر المقبلة، لكن مكتب سوناك لم يؤكد هذه المعلومة.
وكثيرا ما تتعرض السعودية لانتقادات بسبب سجل ها في مجال حقوق الإنسان، لا سيما في ما يتعلق بعقوبة الإعدام، غير أن المملكة تحاول تحسين صورتها في ظل أجندة شاملة للإصلاح الاجتماعي والاقتصادي أطلق عليها اسم "رؤية 2030".
وتشمل جهود المملكة الاستثمار المكثف في الرياضة، وقد صار صندوق الثروة السيادي السعودي يملك حصة أغلبية في فريق الدوري الإنكليزي الممتاز نيوكاسل يونايتد.
وقال مكتب سوناك إن المسؤولين ناقشا سبل تطوير العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين، وكذلك العلاقات الدفاعية والأمنية، مع تأكيد المملكة المتحدة التزامها الأمن السعودي المحلي والإقليمي.
وكانت مذكرة إحاطة برلمانية أفادت في كانون الثاني/يناير بأن 51% من صادرات الدفاع البريطانية تذهب إلى الشرق الأوسط.
وكانت المملكة المتحدة عل قت منح تراخيص تصدير أسلحة للسعودية بين حزيران/يونيو 2019 وتموز/يوليو 2020، خصوصا للأسلحة التي قد ت ستخدم في النزاع في اليمن.
في عام 2021، منحت لندن 275 ترخيصا لتصدير سلع استراتيجية للمملكة العربية السعودية، بقيمة إجمالية قدرها 267 مليون جنيه إسترليني.
وقال داونينغ ستريت في بيانه إن سوناك "رحب بالتقدم المحرز بشأن النزاع في اليمن، والمملكة المتحدة تواصل دعم الجهود المبذولة لتمديد وقف إطلاق النار وتخفيف الأزمة الإنسانية" في البلد العربي الفقير.
والأسبوع الماضي، استضافت مدينة جدة السعودية محادثات حول الحرب في أوكرانيا ضمت ممثلين لنحو 40 دولة، وذلك في إطار مسعى سياسي جديد للمملكة الراغبة في أداء دور دبلوماسي على الساحة الدولية.
وأوردت وكالة الانباء السعودية (واس) في تقريرها عن الاتصال أن رئيس الوزراء البريطاني أبدى "تقديره لدور المملكة المؤثر في المساهمة بالتوصل إلى حل للأزمة الأوكرانية عبر مبادرة اجتماع مستشاري الأمن الوطني" في جدة.
كما أشارت الوكالة السعودية إلى أن ولي العهد أكد خلال الاتصال "حرص المملكة على بذل الجهود لما يسهم في تحقيق السلام والاستقرار ويدفع بحل سياسي للأزمة الأوكرانية-الروسية".