عرب لندن - لندن
وجدت صحيفة "التايمز" أن آلاف الأطفال البريطانيين البالغين 16 عاما بالكاد يستطيعون القراءة والكتابة باللغة الإنجليزية.
كما وجدت الصحيفة أن بعض هؤلاء يتعرضون للتعنيف بشكل روتيني في بعض المدارس المصنفة بأنها "غير آمنة"، والتي تتبع لمجموعة دينية متشددة.
وبينما يسمح اليهود من الطائفة الحسيدية للفتيات بدراسة مجموعة من المواد واجتياز امتحانات "GCSE"، غير أن الأولاد في المجتمع الأرثوذكسي المتطرف لا يسمح لهم إلا بتلقي تعليم خاص، حيث تعد اللغة اليديشية هي الأساسية.
وتتجنب العديد من هذه المؤسسات الخاصة التدقيق الرسمي من خلال استغلال ثغرة لا يتم بموجبها تعريف المؤسسات التعليمية بدوام كامل للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 16 عامًا على أنها مدارس إذا كان المنهج الذي تقدمه محدودا للغاية.
فكل تلاميذهم من الناحية العملية "يتلقون تعليمهم في المنزل".
ووجد تحقيق للصحيفة دليلا على انتخابات تمهيدية غير رسمية لطائفة الحسيدية في ستامفورد هيل، شمالي لندن حيث يوجد أكبر تجمع للطائفة في أوروبا.
كما عثرت الصحيفة على أدلة تشير إلى استخدام بعض المؤسسات التعليمية للعصي لضرب الأطفال خلال تلقينهم الدروس.
ويتلقى الطلاب في تلك المنطقة ما لا يزيد عن ساعتين كحد أقصى من الدروس العلمية كل يوم، غالبًا من قبل معلمين بدوام جزئي تلقوا تدريبا محدودا.
وتعد الطائفة الحسيدية الأكثر تطرفاً والأكثر معادية للصهيونية. ففي مدرستين غير مسجلتين على الأقل، يحتفل التلاميذ والموظفون بعيد يهوديً سنويًا حيث يتم إضرام النار في العلم الإسرائيلي ونجمة داود.
وبسبب شح المؤهلات العلمية التي يتخرج بها الطلاب الحسيديون، فإن فرصهم في اختيار حياة خارج العالم الأرثوذكسي المنعزل (الذي يمثل 28% من السكان اليهود في بريطانيا) ضئيلة للغاية.
من جانبها، أوقفت الحكومة العام الماضي مشروع قانون المدارس الذي كان من شأنه أن يسد الثغرة ويعطي صلاحيات أكبر للتفتيش والرقابة إلى هيئة التعليم المحلي في ستامفورد هيل.
وبدورها، قالت أماندا سبيلمان ، رئيسة Ofsted ، أنها "محبطة للغاية" من القرار، مشيرة إلى أن مستوى التعليم الذي يتلقاه الطلاب في المدارس الحسيدية "غير مقبول على الإطلاق" بل "غير آمن" في بعض الحالات.
وأضافت: "هذا يعني أنه يمكن للأطفال المولودين في بريطانيا والذين لديهم كل التوقعات بقضاء حياتهم بأكملها في هذا البلد أن يكبروا مع قدر قليل من فهم للغة الإنجليزية أو دون فهمها على الإطلاق".
كما قالت: "بعض هذه المدارس هي من بين أسوأ الأماكن التي رأيناها. لقد رأينا كل أنواع مخاطر السلامة: مخاطر الحريق والزجاج المكسور والأثاث المكسور وفضلات الفئران على الأرضيات ".