عرب لندن

تعيش المملكة المتحدة، منذ فترة، على وقع نقص حاد في الخضراوات الطازجة وبعض أنواع الفاكهة في الأسواق المحلية، حيث فرضت بعض المتاجر الشهيرة في المملكة قيودًا على كمية الخضروات التي يُسمح للمتسوقين بشرائها.

وفي السياق، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورٌ عديدة لأرفف الخضار في المحلات التجارية وهي شبه فارغة، وتقول الحكومة البريطانية إن النقص في الخضروات قد يستمر لمدة تصل إلى شهر.

وربط البعض بين النقص في المحاصيل الزراعية وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهو ما تنفيه الحكومة.

وبينما بدأت الأزمة من نقص في الطماطم (البندورة) فقط، فقد امتدت لتشمل أنواعًا أخرى من الخضراوات والفاكهة، الأمر الذي دفع كبرى المتاجر البريطانية وتجار التجزئة إلى تقنين عملية الشراء.

وكانت الطماطم والخيار والخس والفلفل، على رأس الخضراوات المُقننة، إذ حدد سوبر ماركت تيسكو (Tesco) وسوبر ماركت ألدي (Aldi) الشهيران عملية الشراء بثلاث علب فقط من الطماطم والفلفل والخيار لكل عميل.

كما قنن أسدا (Asda) مبيعات الخس وأكياس السلطة والبروكلي والقرنبيط وعصير التوت إلى ثلاث علب لكل عميل، إضافة إلى الطماطم والفلفل والخيار.

وقبل نحو أسبوع، حثت وزيرة البيئة البريطانية تيريز كوفي المواطنين على تناول اللفت بدلاً من الطماطم والخس لمواجهة الأزمة، ما أثار تعليقات ساخرة.

وبعدما لاقى تصريح الوزيرة ردود فعل كثيرة، قالت رئاسة الحكومة البريطانية :"إن الوزيرة كوفي أرادت أن تُشجع استهلاك المنتجات المحلية المتاحة من الخضار، لكن في النهاية يعود الخيار للبريطانيين في اختيار الأطعمة التي يودّون شراءها".

تقول الحكومة البريطانية إن سوء الأحوال الجوية تسبب في إتلاف المحاصيل الزراعية المستوردة من جنوب أوروبا وشمال إفريقيا، إذ تشكل الطماطم المستوردة نحو 95٪ والخس نحو 90% من حاجة السوق المحلي، وفقًا لمجموعة التجارة البريطانية (BRC).

وشهد جنوبي إسبانيا طقسًا باردًا بشكل غير اعتيادي كما تضرّرت المحاصيل الزراعية في المغرب بسبب الفيضانات، كما وألغيت رحلات الشحن البحري أو تأخرت بين بريطانيا والدول المصدرة بسبب العواصف، إضافة إلى ذلك أثر فرض قيود أكثر صرامة على الصادرات من المغرب وارتفاع أسعار الأسمدة على خلفية الأزمة الأوكرانية، الأمر الذي جعل انتاج هذه البلدان أقل من المعتاد وبالتالي صادرات أقل إلى المملكة المتحدة.

وتشكل زيادة أسعار الطاقة عاملاً آخر في هده الأزمة، إذ أن شريحة من المزارعين المحليين وفي هولندا قلصوا من استخدامهم للصوب البلاستيكية لزراعة المحاصيل الشتوية بسبب ارتفاع أسعار الطاقة نتيجة الحرب الروسية على أوكرانيا.

السابق موجز أخبار بريطانيا: 05 آذار 2023
التالي مباركة في القدس لزيت الميرون المخصص لمسحة تتويج الملك تشارلز الثالث