عرب لندن

أوضح محمد أمين، مدير عام منتدى الفكر العربي ببريطانيا، أن المساعدات المقدمة لمنكوبي زلازل سوريا وتركيا، التي أودت بعشرات الآلاف، وخلفت أضرارا جسيمة، اتسمت بغياب الوضوح، ولاسيما في ما يتصل بجانب إنقاذ أرواح من ما يزالون على قيد الحياة تحت الأنقاض، معتبرا أن لوما كبيرا يقع على المجتمع الدولي في تعاطيه مع المنكوبين في شمال غرب سوريا على وجه الخصوص.

وقال محمد أمين، الذي حل ضيفا على برنامج "نقطة حوار"، بقناة بي بي سي، بعد تقديمه للعزاء إلى أهالي الضحايا، ومواساته لمن أصيبوا في أنفسهم أو ذويهم أو ممتلكاتهم، إن المساعدات المقدمة للمنكوبين في سوريا وتركيا معا تتسم بغياب الوضوح، مشيرا إلى أنه الهبة العربية الإسلامية، ولاسيما من دول الخليج، مشكورة، غير أن أغلب ما قدم عبارة عن سلة غذاء، في وقت ما زال هناك من يحتاجون إلى الإنقاذ من تحت الركام، وبالتالي يتعين ابتعاث فرق متخصصة تساعد في هذا الجانب بالذات.

أما في الشق السياسي، والذي كان سؤاله موضوع حلقة برنامج "نقطة حوار"، وهو التالي:"في رأيك، إلى أي حد تأثرت مناطق شمال غرب سوريا، التي كانت بحسب وصف كثيرين معزولة عن المساعدات في الأيام الماضية، بفعل العقوبات المفروضة على النظام، وبطريقة تفسير النظام نفسه لهاته المساعدات؟"، فقال محمد أمين، مدير عام منتدى الفكر العربي ببريطانيا، "أعتقد أن هناك تسييسا لهذه القضية، إذ أن هناك عقوبات مفروضة على النظام السوري؛ سواء من طريق سلسلة من القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة أو الولايات المتحدة الأميركية، أو هيئآت أخرى، وبالتالي يطرح سؤال ما إن كان رفع الحظر عن تلك المساعدات سيتيح وصولها إلى كل المناطق السورية؟"، وزاد موضحا:"فالتسييس بدأ منذ الساعات الأولى لوقوع الكارثة، بحيث شاهدنا كيف أن دولا عربية أرسلت مساعدات إلى دمشق؛ أي إلى النظام السوري، وهنا يلح علينا سؤال كيف لها أن تصل إلى كل المناطق، لاسيما ونحن نعرف، من خلال متابعتنا، كيف تعامل هذا النظام، طيلة 12 سنة الماضية، مع شعبه، وهو الذي شن حربا ضروسا على الشعب".

ولدى سؤاله عن السباب وراء تأخر الدول العربية في تقديم المساعدات للمنكوبين السوريين، قال محمد أمين:"هناك دول ركزت على مغازلة النظام عوض أن تركز على الكارثة، مثل إيران والجزائر وتونس. والواقع أن الملايين المتكدسون في شمال غرب سوريا، لواسيما في إدلب، حيث لا دولة ولا منظومة، يحتاجون إلى مساعدات عاجلة، والمتعين على الدول العربية، وغيرها، تجاوز مسألة الاعترافات وما إليها، خاصة أنه في حالة سوريا ليست هناك دولة، بل نظام متورط في جرائم امتدت لأزيد كن عشر سنوات"، ثم زاد يقول:"لنكن واضحين، فالمطلوب الآن هو أن تصل المساعدات إلى حيث يتعين، وبأي طريقة، ولكن شريطة أن تتكفل بها الجمعيات الأهلية، التي ستضمن وصولها إلى المعنيين؛ أولئك الذين يعتبرهم النظام السوري أعداء. أنا أطرح مئة سؤال عن إمكانية إيصال النظام للمساعدات إلى المنكوبين، فجرائم هذا النظام لا تحتاج إلى دليل عليها".
تجدر الإشارة إلى أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أكدت أنّ من بين الأولويات الفورية "توفير إمكانية الحصول على مياه شرب مأمونة وخدمات صرف صحي ضرورية لمنع انتشار الأمراض" على غرار الكوليرا التي تسجّل انتشاراً منذ أشهر في المنطقة.

لمشاهدة المقابلة كاملة: 
 

 

السابق لص يسرق تبرعات جمعت لضحايا زلزال تركيا وسوريا من داخل مسجد في أمريكا
التالي موجز أخبار بريطانيا: 16 فبراير / شباط 2023