عرب لندن
كسر المنتخب السعودي لكرة القدم الرهبة التي لازمت العرب في نهائيات كأس العالم، بعد الفوز التاريخي على نظيره الأرجنتيني 2-1، في افتتاح منافسات المجموعة الثالثة بمونديال قطر 2022 الثلاثاء، فأعاد إحياء الآمال بإمكانية تحقيق إنجاز استثنائي.
فوز أعاد إلى الأذهان الانتصار الجزائري على ألمانيا الغربية بالنتيجة عينها في نهائيات إسبانيا 1982، لكن هذا المرة يراه كثيرون مغايرا كليا بعد فترة طويلة من "الإحباط العربي" في العرس الكروي إلا في بعض المناسبات التي توقفت عند الدور الثاني ثلاث مرات، أولها للمغرب في مونديال المكسيك 1986، والسعودية في الولايات المتحدة 1994، والجزائر في نسخة البرازيل 2014.
وفجرت السعودية بهذه النتيجة واحدة من أكبر المفاجآت في تاريخ نهائيات كأس العالم الى جانب فوز الولايات المتحدة على إنكلترا 1-صفر عام 1950، وكوريا الشمالية على إيطاليا 1-صفر عام 1966، والجزائر على ألمانيا الغربية 2-1 في أسبانيا عام 1982.
لفوز "الصقور الخضر" مقو مات عدة، أولها نضج تشكيلة المدرب الفرنسي هيرفيه رونار واستغلال قوة الدوري المحلي بين محيطه، من خلال انتداب نجوم عالميين إلى الفرق المحلية على غرار الفرنسي بافيتيمبي غوميس والإيطالي سيباستيان جوفينكو مع الهلال، وهذا الأمر مكن فريق العاصمة الأزرق من السيطرة على لقب دوري أبطال آسيا في الموسمين الماضيين.
كما كان للحضور الجماهيري السعودي الكثيف دور مهم في شد أزر اللاعبين، إذ توافد الآلاف عبر الحدود واحتلوا مدرجات ملعب لوسيل.
يقول خالد الشعلان الذي احتفل بفوز منتخب بلاده على "ألبي سيليستي" بقيادة ليونيل ميسي "كنا على ثقة بأننا قادرون على الفوز على منتخب قوي بحجم الأرجنتين يضم أفضل لاعب في التاريخ، ونحن في طريقنا الى الدور الثاني".
وتحدث إبراهيم البريكي عن أهمية الانتصار ولا سيما من الجانب المعنوي "لاعبونا سيكتسبون ثقة كبيرة، وبما أننا هزمنا منتخبا يقوده ميسي فيمكننا التغلب على أي فريق آخر".
وهذا ما دفع بالسعوديين على وسائل التواصل الاجتماعي إلى بعث رسائل لنجم بولندا روبرت ليفاندوفسكي الذي يلاقي "الأخضر" لاحقا قائلين "يلا تعال جاي".
ورفع الفوز من طموحات الجماهير السعودية بتجاوز مرحلة المجموعات للمرة الأولى منذ مونديال 1994.
لطالما كان هدف المنتخبات العربية التأهل الى النهائيات والاكتفاء في أحسن الأحوال بالتمثيل المشرف، إنما يرى أحمد العبدان الآتي من منطقة القصيم الذي كان يهم بالدخول إلى ملعب المدينة التعليمية لتشجيع منتخب تونس ضد الدنمارك، أن ما حققه منتخب بلاده سيمهد الطريق لإنجازات عربية ولا سيما أن هذه النسخة تقام على أرض عربية.
وأضاف أنه "على أرض الملعب، لا يوجد فرق بين اللاعبين، من يلعب أفضل بالتأكيد سيفوز، وهذا الدرس اليوم قدمه المنتخب السعودي للجميع، ويمكن لباقي المنتخبات العربية السير على خطاه ولا سيما المغربي الذي يضم نجوما لا تقل شأنا عن أي من منتخبات الصفوة".
وقدم المنتخب التونسي أداء راقيا ضد نظيره الدنماركي ضمن المجموعة الرابعة برغم انتهاء اللقاء بالتعادل السلبي على ملعب المدينة التعليمية.
ورأت إيمان الملتحفة بعلم تونس بأن "نسور قرطاج" قدموا أداء قتاليا عاليا ينبغي أن يقودهم الى الدور الثاني. وأضافت "شاهدنا كيف هزم المنتخب السعودي نظيره الأرجنتيني وهذا يدفعنا لأن نتفاءل على نحو كبير للمضي قدما في مونديال يقام في المنطقة العربية". وتابعت أن "الجماهير العربية كلها تقف خلف المنتخبات الأربعة وهذه فرصة كبيرة لتحقيق حلم العرب".
النتيجتان المهمتان للمنتخبين السعودي والتونسي، سترفعان سقف الطموح العربي في نهائيات قطر، وخصوصا بوجود جاليات كبيرة تدعم المنتخبات الأربعة، سواء في الملاعب أو في ساحات المشجعين من الكورنيش إلى سوق واقف الذي يعج كل ليلة بالآلاف من جماهير تونس والسعودية وقطر والجزائر ومصر ولبنان والسودان، حيث يقيمون حلقات رقص تشجع المنتخبات العربية في مونديال "الشرق الأوسط".