عرب لندن
بدأت دائرة المعارضة لعزم رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس إجراء مراجعة لنقل السفارة البريطانية من تل أبيب إلى القدس تتسع أكثر فأكثر، فقد وصفت صحيفة الغارديان تلك الخطوة "بأنها ستكون كارثة ليز تراس التالية".
وكشف كاتب المقال ها هيلير عن رسالة اعتراض وجهتها ناز شاه، النائبة من حزب العمال عن دائرة برادفورد ويست، إلى رئيسة الوزراء ليز تراس حول المراجعة المزمعة لنقل سفارة المملكة المتحدة إلى القدس. وأظهرت الرسالة، حسبها، الحاجة إلى عدم اتخاذ خطوة قد تكون محفزا لأحداث كارثية لا يمكن السيطرة عليها.
ويتحدث الكاتب عن خطورة تلك الخطوة على مستوى الأمن القومي إذا أرادت بريطانيا أن تتجنب المزيد من الإضرار بسمعتها على المسرح العالمي، إذ يقول إن هذه القضية تتجاوز حزب العمال أو المحافظين، على اعتبار أنها قضية مصلحة وطنية لبريطانيا، وعلى البرلمان أن يتدخل لمنع الحكومة عن خطوتها تلك، لأنها تقفز فوق سياسية اتبعتها بريطانيا على مدى 55 عاما، مشيرا أنه عندما قام الإسرائيليون بغزو واحتلال القدس الشرقية في عام 1967 إلى جانب احتلال الضفة الغربية وغزة وسيناء، تمت إدانة ذلك الاحتلال عالميا باعتباره عملا غير قانوني ولا يمكن إضفاء الشرعية عليه بموجب القانون الدولي.
ولم يقف الكاتب عند هذا الحد، إذ أوضح أنه لهذا السبب تم رفض ضم القدس الشرقية إلى القدس الكبرى من جانب جميع المؤسسات الدولية ومن حلفاء إسرائيل على المستوى الدولي، مفيدا بأنه عندما قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، لاقى هذا الإجراء إدانة شديدة من المجتمع الدولي بما في ذلك بريطانيا، ولم يكن موقف المملكة المتحدة في ذلك الوقت ناتجا عن دوافع إنسانية بل جاء انعكاسا لمصالحها الوطنية، ولذا عليها الحفاظ على هذا الموقف.
وعن أبعاد تلك الخطوة يعتبر الكاتب أن نقل السفارة إلى القدس سيعني إضفاء الشرعية على غزو إسرائيل واحتلالها للقدس الشرقية، وهو ما سيعتبره الفلسطينيون رفضا من بريطانيا لحل الدولتين، الذي ينص على اعتبار القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية. وسيكون موقف بريطانيا حينها بمثابة المسمار الأخير في نعش السياسة التي اعتمدتها لندن على مدى عقود، والتي سمحت لها بالحفاظ على علاقات جيدة مع كل من الإسرائيليين والفلسطينيين. ويرى الكاتب أن بريطانيا لن تستطيع تبرير الاعتراف بشرعية الاحتلال (الإسرائيلي) في الوقت الذي تقدم فيه المساعدة لأوكرانيا في كفاحها ضد الاحتلال الروسي.
ويضيف الكاتب أن مصالح بريطانيا مع العالم الإسلامي سيلحق بها الضرر أيضا ومنها المصالح مع كثير من دول الكومنولث والدول ذات الأغلبية المسلمة في جميع أنحاء العالم نظرا للمكانة المقدسة للقدس لدى المسلمين. وهذا الضرر سيشمل عددا كبيرا من الشركاء التجاريين الأكثر أهمية لبريطانيا في جميع أنحاء العالم، فهل تريد بريطانيا حقاً تعريض هذه العلاقات للخطر مقابل لا شيء؟.